الأمانة والقوة
من Jawdat Said
اذهب إلى: إبحار, بحث
كتب جودت سعيد
العمل قدرة وإرادة
تحميل الكتاب
المقدمة
الفصل الأول، مصطلحات البحث
الإخلاص والصواب
مصطلحات أخرى للإخلاص
الفصل الثاني
العمل
منطلقات العمل
التسخير
انظروا كيف بدا الخلق
كيف يتولد العمل
تعريف العمل
أركان العمل
الفصل الثالث، الإرادة
مفهوم الإرادة
من أي شيء تتكون الإرادة؟
بعض خصائص الإرادة
الإرادة روح الأمة
الإرادة كقيمة وكصناعة
الفصل الرابع
عمق المشكلة
كيف يحصّل الإنسان القدرات
ملكة تحصيل القدرات
الإرادة كانت قدرة
القدرة الأخلاقية الكامنة
أسلوب آخر لتعريف الصواب
الفصل الخامس
هل عند العالم الإسلامي إرادة؟
عمى الألوان
القدرة والإرادة كشريعة وحقيقة
موقف أهل الدين والسياسة من نقص القدرة والإرادة
قال تعالى: ﴿إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾ (سورة القصص: الآية 26)، ﴿وإني عليه لقوي أمين﴾ (سورة النمل: الآية 39).
والقوة والأمانة: تقبلان الصواب والإخلاص. والقوة تعني القوة المادية، وقد تعني قوة الفهم، وقد تعنيهما معاً. فالمتبادر من قوله تعالى: ﴿إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾ (سورة القصص: الآية 26) القوة المادية، وقد يكون نوع من قوله تعالى: ﴿وإني عليه لقوي أمين﴾ (سورة النمل: الآية 39) قوة العلم بدليل ما جاء بعده: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب..﴾ (سورة النمل: الآية 40). وأما قوله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾ (سورة الأنفال: الآية 60)، فإنه يشمل المعنيين معاً: القوة المادية والقوة الفهمية.
والقدرة الجسدية مع أهميتها تتراجع لتأخذ المقام الثاني، لأن القدرة العلمية الاختصاصية تتقدم على القوة الجسدية دون أن تلغيها. وفي هذا أيضاً يقول الله تعالى: ﴿وزاده بسطة في العلم والجسم﴾ (سورة البقرة: الآية 247)، حيث جعل بسطة العلم مقابل بسطة الجسم ومقدماً عليه، وتبرز أهمية العلم على مرِّ الزمن، والقوة المادية تعود تابعة لقوة العلم.
ومن هذا الباب أيضاً قوله تعالى: ﴿أولي الأيدي والأبصار﴾ (سورة ص: الآية 45). فـ (الأيدي) تعني: القدرة المادية، و(الأبصار) تعني: العلم والفهم.
ويمكن أن يُلاحظ أن القدرة والإرادة - مع أنهما تمشيان متوازيتين - يمكن رؤيتهما في مكان ما متقاطعين، لأن الإخلاص يتولد في جانب من الجوانب من القدرة الفهمية؛ كما أن القدرة الفهمية يمكن أن ينظر إليهما مرة كنتيجة ومرة أخرى كسبب، فالإخلاص يساعد على تحصيل القدرات، والقدرات تساعد على تحصيل الإخلاص، ولا جدوى من بحث أيهما أولاً إذ هما كالزوجين لابد منهما لتحصل العمل الناجح في الدنيا والمتقبل في الآخرة.
منقوووووووووووووووووول