اختلف علماء النفس كثيراً في تعريف
الشخصية ، حتى وصل عدد تعاريف الشخصية إلى أربعين تعريفاً.ويحددها بعض
الباحثين على أنها: ( مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية
والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره
).
لماذا الاهتمام بالشخصية ؟- بسبب الواقع
العالمي المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباً معزولاً عن أعماق ذاته ،
ويحيا مقهوراً من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه , إن خلاص الإنسانية
الأكبر لن يكون إلا بالنمو الروحي والعقلي للإنسان، وتحسين ذاته وإدارتها
على نحو أفضل ، وليس في تنمية الموارد المحدودة المهددة بالهلاك .
- إن تنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد ، وإنما الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية .
-
تعلمنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة
هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر
والتمكين .
ما هي مظاهر ضعف الشخصية ؟- عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية
.
-
الخوف والخجل من الكلام أمام الآخرين أو محادثتهم.
- عدم التحكم في
العواطف والمشاعر. بل ينجرف وراءها دون معرفة بعواقبها.
- التبعية للأقوى في الرأي والفكر والحركات وغيرها.
- كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور.
- تقليد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم بل حتى وآرائهم وأخلاقهم.
كيفية تنمية الشخصية والتغلب على سلبيات الشخصية الضعيفة ؟
لا تنسى هدفك الأسمى:
ونقصد
ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية ، ولا
يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده ، ولكن المشكلة تكمن في
الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها ، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف
ضعيفاً رتيباً ، مما يجعل توليده للطاقة التغييرية لا تصل إلى المستوى
المجدي لتنمية الذات.
القناعة بضرورة التغيير:يظن
كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال ،
وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا
يمكن تغييره !! ، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب
على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت
ظروفه .
الشعور بالمسؤولية:حين
يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به ، تنفتح له آفاق لا حدود لها
للمبادرة للقيام بشيء ما ، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين
يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه ، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي
نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي
شيء !!
الإرادة الصلبة والعزيمة القوية:
وهي
شرط لكل تغيير ، بل وشرط لكل ثبات واستقامة ، وفي هذا السياق فإن (
الرياضي ) يعطينا نموذجاً رائعاً في إرادة الاستمرار ، فهو يتدرب لاكتساب
اللياقة والقوة في عضلاته ، وحتى لا يحدث الترهل فإن عليه مواصلة التدريب ،
وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي إلا استمرار في اكتساب عادات جديدة حميدة .