كان لدى الصغيرة "حلا" مجموعة
كبيرة من الدمى المصنوعة من النسيج المخملي الناعم. فكان لديها عائلة
الدببة بأكملها وزرافة عملاقة وفيل ضخم ومجموعة رائعة من الأرانب الوردية
الرقيقة.
ذات يوم أهدت الجدة إلى حفيدتها "حلا"
كلبا صغيرا جدا من المخمل يسهل وضعه في جيب القميص. فهو يبدو مثل كرة بالغة
في الصغر من الفرو الناعم. ومن شدة إعجابها بالكلب الصغير أرادت "حلا" أن
تكون لديها مجموعة كبيرة من الدمى الصغيرة جدا.
وبالفعل أصبح لها ما أرادت، وكبرت مجموعتها بسرعة.
وفي كل مساء وعندما يحين موعد نومها تجمع "حلا" أصدقاءها فوق وسادتها إلى جانب رأسها.
وفي
أحدى الليالي حلمت "حلا" بكابوس أثناء نومها فأخذت تتقلب كثيرا حتى اضاعت
واحدة من الدمى الصغيرة بين ملاءات السرير ولم تعثر عليها أبدا... ولا حتى
بابا وماما استطاعا أن يعثرا على الدمية الصغيرة جدا... وبعد ذلك اختفت دمية ثانية بالطريقة نفسها، ثم ثالثة ورابعة..
وفي اليوم التالي رن جرس الهاتف: إن الجدة تعلن عن حضورها بعد قليل,
وبينما
"حلا" تتناول إفطارها من دون شهية، كان بابا وماما يردّان على الجدة وهما
لا يكفّان عن التثاؤب. فسألت الجدة بشيء من القلق: (ماذا بكما؟ لماذا يبدو
عليكم جميعا هذا الإرهاق؟)
رد بابا وهو بفرك
عينيه: (لقد أمضينا الليل كله ونحن نبحث عن دمى "حلا" الصغيرة جدا)، فقالت
الجدة: (آه....فهمت...أنا عندي الحل لهذه المشكلة...إ،ها الجيوب
الصغيرة...جيوب صغيرة كثيرة)
وعادت الجدة
بسرعة إلى بيتها واشتغلت بخياطة مربعات صغيرة من النسيج المخملي....وصار
لكل دمية من النسيج المخملي,وصار لكل دمية سريرها الخاص. وحينما أقبل
المساء وضعت "حلا" وسادة أصدقائها إلى جانب مخدتها. واستمتع جميع أهل البيت
بليلة هادئة من النوم العميق.............ونوما سعيدا واحلاما وردية