معاقين ولكن عظماء
نماذج ثرية في رَحْبِ
فضائِنا .. تتألّق بمحنة البدنِ أو الحواس .. تومض بالصبرِ .. وتنبض
بالعطاء .. أحالت محنتها إلى منحة عظيمة أجزلت تاريخ البشريّة
بنماذجها .. حين تحدّت حاجز العوقِ .. بفاعليةٍ وعزم وإصرار
أخواني واخواتي التاريخ كتب عن الكثير من هؤلاء العظماء للذين لم تمنعهم اعاقتهم عن فعل الأشياء العظيمه على سبيل المثال:
طه حسين
أديب وناقد ومفكر مصري ولد عام 1889م وتوفي عام 1973 أصيب بالعمى في الرابعة من عمره لقب بعميد الأدب العربي ...
حصل
على الدكتوراة في الآداب من فرنسا أسس جامعة الإسكندرية وصار مديرا لها ثم
أصبح وزيرا للمعارف وأسس جامعة عين شمس في القاهرة له مؤلفات كثيرة
ومقالات ومحاضرات وقصص
أحدث طه حسين ثورة نقدية وأدبية واسعة فانطر إليه
حصل على شهادة الدكتوراه وهو معاق ،، تقلد مناصب عليا وأصبح ناقدا وكاتبا
ومؤلفا ونال شهرة واسعة فلم يستطع اللحاق به لا سليما ولا معاقا
بهذا
، السلاح ، سلاح العقل ، يمكن لأي معاق أن يستوعب إعاقته ويطلق طاقاته
الأخرى الكامنه فيعيش على الاقل حياة طبيعية يكتسب بجهده وقد يسير خطوات
متقدمة نحو الابداع والانتاج الوفير .
ابو العلاء المعري
عاش
حياته مكفوفاً بعد اصابته بداء الجدري وهو في الرابعة من عمره فقدت عينه
اليسرى البصر وغشي اليمنى بياض أضعف قدرتها على الرويا ولم يلبث ان ففد
بصره.
هو .. ابو العلاء لم يستسلم بل واجه مشكلته وحزم أمره على
الانتصار مواصلاً الجهاد حتى يبلغ الغاية فشق طريقاً معينة ابدع فيها
شاعراً ومفكراً وفيلسوفاً . فبفقده للبصر تمسك بالبصيرة فجعل العقل مقياساً
لجميع
الأحكام وله الإمامة المطلقة بقوله " لا إمام سوى العقل " .
عطاء بن رباح
إمام
أهل مكه وعالمها وفقيها فعلى الرغم من انه كان أشل أعرج مما يعيق حركته
بين الناس الا انه كان عالماً وفقيهاً 0 كان إ جلس في حلقته العلميه يتدافع
الالاف من طلاب العلم على النهل من علمه وعطائه لدرجه ان الخليفه الاموي
عبد الملك بن مروان يقول : لايفتي الناس في موسم الحج الا من عطاء بن رباح0
الإمام الزمخشري
لقد كان الامام الجليل مفسراً للقرآن
الكريم وعالماً في اللغه وواضعاً لأسس البلاغه 0 وكان أعرجاً إلا انه كان
كما قال العلماء والمؤرخون من أئمة المفسرين ويكفي الاستدلال بمقولتهم "
لولا الاعرج لرفع القرآن بكرا"
الامام الترمذي
هو
الأمام الحافظ المحدث ، محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهور
وأحد أصحاب الكتب الستة المشهورة في الحديث كان - رحمه الله - أعمى ولكنه
أوتي من المواهب والأخلاق ما جعله من أكابر العلماء برع في علم الحديث
وحفظه وأتقنه وطاف البلاد وسمع الشيوخ والعلماء وصنف عددا من الكتب النافعة
والمفيدة ومن أهمها : سنن الترمذي وكتاب الشمائل المحمدية والعلل المفرد
والزهد