حمايتها تتطلب قليلاً من الكريمات والكثير الكثير من الماء
تأثير الغذاء على صحة البشرة ونضارتها أمر معروف. فالبشرة للجسم بمثابة المرآة، تعكس حالته ومدى تمتّعه بالصحة. مستحضرات العناية بالبشرة ومنتجاتها تعمل بغالبيتها على الطبقة السطحية للجلد من دون ان تمنح بشرة صحية. فالغذاء الصحي السليم يؤمن للبشرة حيويتها وصحتها. تأثير الغذاء في صحة البشرة في هذه المقابلة مع إختصاصية التغذية إيليان معوض حبيش.
* ما هو تأثير الماء على البشرة؟
- يعتبر الماء المغذي الصامت للبشرة، وهو أرخص مرطب يمكن الحصول عليه بدلاً من الكريمات المكلفة. فدوره أساسي في ترطيب البشرة وتنقيتها وإزالة السموم منها. ويستحسن تناول 8 أكواب على الأقل يومياً، قد تزداد في بعض الحالات، مثلاً: ازدياد حرارة الطقس ونسبة الرطوبة، ازدياد الارتفاع عن سطح البحر، ممارسة الرياضة تحت اشعة الشمس، ازدياد الوزن، ففي هذه الحالات جميعها يحتاج جسم الإنسان الى شرب كميات وافرة من الماء.
* ما هو تأثير الريجيم على البشرة؟
- التأثير يكون سلبياً إذا اتّبعنا نظاماً غذائياً عشوائياً لا يتضمن ما يكفي من الوحدات الحرارية والفيتامينات (مثلاً الريجيم الذي يمنع تناول الفواكه والحبوب وغيرها...). فالماء خلال ممارسة الريجيم ضروري جداً لبشرة نضرة، ولا يمكن وصف اي ريجيم بأنه مناسب اذا لم يتضمّن تناول أكثر من ليتر ونصف الليتر من الماء يومياً.
* ما هي أهمية الفيتامينات في الحفاظ على بشرة نضرة؟
- للفيتامينات دور هام جداً في جمال البشرة، خصوصاً إذا تناولنا الخضار والفواكه التي تحتوي على فيتامينات مضادة للتأكسد، من دون أن ننسى الحبوب كمصدر للفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
أما الفيتامينات التي تشكل دوراً أساسياً في إحياء الخلايا فهي: A,B,E.
* فيتامين A: يمنح الوجه رونقاً خاصاً ويكسب البشرة النضارة ويجعل الأظافر متينة. ونجده في: البيض والجبن والكبد والزبدة وبعض انواع الفواكه والخضار (البطيخ الاصفر، الجزر...).
* فيتامين B: مهم لإشراقة الجلد وله قدرة على إحياء الخلايا. ونجده في: خميرة البيرة، والبيض، والجيلاتين.
* فيتامين E: يتميز بخصائصه المرطبة ومن شأنه حماية الجلد من الشمس، ونجده في الزيوت (زيت دوار الشمس، الذرة أو الصويا).
* ما هو تأثير «الدهنيات الجيدة» على البشرة؟
- لقد اتضح ان «الدهنيات الجيدة» (كال Omega3) تشكّل دوراً مهماً في الوقاية من أمراض القلب والشرايين والأمراض السرطانية. وقد أثبتت الدراسات اليوم، أنها تحمي البشرة ايضاً من ضرر أشعة الشمس. ويمكن ان نجد ال "Omega3" في الأسماك، وثمار البحر، وفي الجوز، واللوز، وفي بعض الزيوت (زيت Canolla) وبعض الأعشاب البرية (هندباء، سلق، زعتر...).
* هل الغذاء السليم يحمي البشرة من التجاعيد؟
- لقد اثبتت الدراسات ان الكريمات لوحدها غير كافية للوقاية من التجاعيد. والشاهد على ذلك دراستان (سويدية واسترالية) تشيران الى أهمية النظام الغذائي في الوقاية من التجاعيد، لا بل من المحتمل ان يكون الغذاء أكثر أهمية من الكريمات.
شملت الدراسة السويدية 200 امرأة وتبين بنتيجتها ان اللواتي تقلّ عندهن التجاعيد كن يتبعن ريجيماً غذائياً غنياً بالخضار والفواكه وزيت السمك والبقول الجافة (حمص، عدس...)؛ في المقابل فإن النساء اللواتي يكثرن من اللحوم الحمراء والسكريات ومشتقات الألبان ظهرت التجاعيد عندهن باكراً. أما الدراسة الأسترالية، فقد عملت على تحليل طبيعة التغذية ل 400 شخص تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً ويعيشون في 3 بلدان هي: استراليا والسويد واليونان. وقد بينت الدراسة ان هناك علاقة مباشرة بين الغذاء وشيخوخة الجلد الناتجة عن أشعة الشمس، كما لاحظت الدراسة ان الذين يكثرون من أكل الخضار والفواكه والبقول الجافة وزيت الزيتون والبندق، يملكون جلداً طرياً ناعماً قليل التجاعيد، بالمقارنة مع آخرين التزموا نظاماً غنياً بالزبدة واللحم الأحمر والسكريات.
* ما هي أفضل طرق العناية بالبشرة؟
- للعناية بالبشرة بشكل سليم، قد تكون البداية الصحيحة في الخطوات التالية:
* شرب السوائل - الماء تحديداً - بشكل يومي قدر المستطاع وخصوصاً في فصل الصيف لتعويض ما يفقده الجسم خلال التعرّق مع درجات الحرارة العالية، فالماء لا يعمل على تنقية خلايا الجسم فحسب إنما هو يعطيه الصحة ايضاً، (اشارة هنا الى ضرورة تجنب المنبهات، كالشاي والقهوة والصودا وغيرها...).
* استعمال موانع وواقيات الشمس (الأشعة ما فوق البنفسجية) الموضعية من الكريمات والغسول (Lotion) لجميع الأجزاء المكشوفة من الجسم، لأن التعرّض للأشعة يبكر في شيخوخة البشرة، ويعرضها الى مشاكل تجميلية أخرى، مثل التصبغ، وبالإمكان مقارنة نضارة البشرة في المناطق غير المكشوفة من الجسم بتلك المكشوفة مثل اليدين والوجه.
* الطعام الصحي السليم له دور فعّال في إعطاء بشرة جيدة، وبالإمكان التركيز على المحتويات الغنية بالحبوب والفواكه والخضار.
* الامتناع عن التدخين والكحوليات، حيث ثبت علمياً علاقة التدخين بالشيخوخة المبكرة للجلد وتكوين التجعدات عن طريق التأثير على أنسجته المرنة التي تعمل على شدّ البشرة وإعطائها الليونة المطلوبة.
* التمارين الرياضية، وتعد من ضروريات العناية بالجلد، حيث أنها تعطي الحيوية وتؤمن الكمية الكافية من الدم المحمل بالغذاء الى طبقات الجلد المختلفة، ما ينعكس مباشرة على صحة البشرة ونضارتها.
* الضغوط النفسية والقلق من العوامل التي تؤذي البشرة بطريقة غير مباشرة، عن طريق التأثير على الأجهزة الحيوية في الجسم البشري، ما ينعكس في النهاية على البشرة، فلنحاول الابتعاد عن تلك الضغوط قدر الإمكان ومعالجتها.
* النوم لفترة كافية يومياً وخلال الليل (6-8 ساعات يومياً) امر ضروري، ويعدّ هذا العامل الأسهل للتنفيذ، وهو يزيل الشحوب والهالات حول العينين بدرجة كبيرة.
* للسيدات (في عمر 30 - 40 سنة): من المعلوم أن تجدد خلايا البشرة يكون بطيئاً في هذا العمر نسبة الى ما كان عليه في السابق، ما يجعلها عرضة لمزيد من الجفاف، لذلك لا بدّ من استعمال المطريات والمرطبات الجلدية لإعادة النضارة والرطوبة الى خلايا الجلد، خصوصاً في الوجه وحول العينين