السلام عليكم ورحمته الله وبركاته ...♥
بسم الله الرحمن الرحيم ...♥
كيفكم يا اعضاء البركان ؟ يارب تمام
اليوم اقدم لكم اسلاميات البركان الاولهــ معناا
شوفو هيا عبااره عن ..سيرة نبويه احاديث
قصص دينيه
وكل دول بنعمل منهم في كل دورة الاسلاميات
والنهاردة بنبدااااا
دورتناااا الاولهـــ
وهنبداااا
الاحاديث الشريفه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده،
ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله
فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن
الله بعث محمداً
بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وأنزل عليه
الكتاب والحكمة - فالكتاب هو: القرآن، والحكمة هي: السنة
-؛ ليبيِّن للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون فيهتدون
ويفلحون.
وتتبوأ السنة النبويه الشريفه
منزلة عظيمة في الإسلام ، فهي التطبيق العملي لما في كتاب
الله ، وقد جاءت عاضدة
لآياته ، كاشفة لغوامضه ، مجلية لمعانيه ، شارحة لألفاظه ،
موضحة لإبهامه ، كما أنها جاءت بأحكام لا توجد في كتاب
الله ، ولم ينص عليها فيه ،
وهي لا تخرج عن قواعده وغاياته ، فلا يمكن الاستغناء عنها
بحال من الأحوال ، وذلك لأهميتها العظمى في فهم دين الله
والعمل به .
فالكتاب والسنة هما الأصلان اللذان قامت بهما حجة
الله على عباده، واللذان
تنبني عليهما الأحكام الاعتقادية والعملية إيجاباً ونفياً.
بل لا يمكن أن يفهم الكتاب بمعزل عن السنة ، وأي
دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف ،
وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين وتقويض أركانه والقضاء
عليه من أساسه فالسنة مفسرة لكتاب
الله مبينة له، كما قال الله
:(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ
الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).
فكان علينا من منطلق قول رسول
الله
"اعقلوا أيها الناس قولي فقد بلغت
وقد تركت فيكم أيها الناس ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا كتاب
الله وسنة نبيه " أن نفرد للسنه النبويه والأحاديث
الشريفه هذه الصفحات سائلين الله ان يوفقنا في تجميع كتب
الأحاديث الصحاح وتبيين مراحل تدوين السيره النبويه
الشريفه وكذلك توضيح العديد من الأحاديث الضعيفه والموضوعه
المنتشره بين الناس لكي تكون مرجعا لمن أراد أن ينهل من
علوم الحديث والتعرف على سنة النبي الكريم . و أسأل الله
أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه، موافقاً لمرضاته، نافعاً
لعباده إنه جواد كريم. هذا والله الموفق عن على بن أبى طالب
قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود ،
قال : ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة ، ومعها كتاب فخذوه
منها ) . فانطلقنا تعادى بنا خيلنا ، حتى انتهينا إلى الروضة ، فإذا نحن
بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي من كتاب ، فقلنا لتخرجن
الكتاب أو لنلقين الثياب ، فأجرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى
الله عليه وسلم فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من
أهل مكة ، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( يا حاطب ما هذا ) . قال : يا رسول الله لا تعجل علي
، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من أنفسها ، وكان من معك من
المهاجرين لهم قرابات بمكة ، يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني
ذلك من النسب فيهم ، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي ، وما فعلت كفرا
ولا ارتدادا ، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( لقد صدقكم ) . قال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا
المنافق ، قال : ( إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع
على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . قال سفيان : وأي إسناد
هذا . رواه البخارى
عن أبى هريره قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ( تجدون الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
فقهوا ، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية ، وتجدون شر الناس ذا
الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ، ويأتي هؤلاء بوجه ) البخارى
قصة القارب العجيب
_-_-_-_-_-_-_-_-_
تحدى أحد الملحدين- الذين لا يؤمنون بالله- علماء المسلمين في أحد البلاد،
فاختاروا أذكاهم ليرد عليه، وحددوا لذلك موعدا.وفي الموعد المحدد ترقب
الجميع وصول العالم، لكنه تأخر. فقال الملحد للحاضرين: لقد هرب عالمكم
وخاف، لأنه علم أني سأنتصر عليه، وأثبت لكم أن الكون ليس له إله !وأثناء
كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تأخره، تم قال: وأنا في الطريق إلى هنا،
لم أجد قاربا أعبر به النهر، وانتظرت على الشاطئ، وفجأة ظهرت في النهر
ألواح من الخشب، وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى أصبحت قاربا، ثم اقترب
القارب مني، فركبته وجئت إليكم. فقال الملحد: إن هذا الرجل مجنون، فكيف
يتجمح الخشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد، وكيف يتحرك بدون وجود من
يحركه؟!فتبسم العالم، وقال: فماذا تقول عن نفسك وأنت تقول: إن هذا الكون
العظيم الكبير بلا إله؟!
قصة العاطس الساهي
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه
كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع
رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك،
ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها،
ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن
يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله!عندئذ قال
له ابن المبارك: يرحمك الله
الروض الأنف
مُقَدّمَةُ الرّوْضِ الْأُنُفِ
-
ص
15
- حَمْدًا لِلّهِ الْمُقَدّمِ عَلَى كُلّ أَمْرٍ ذِي
بَالٍ وَذِكْرُهُ - سُبْحَانَهُ - حَرِيّ أَلّا يُفَارِقَ الْخَلَدَ
وَالْبَالَ كَمَا بَدَأَنَا - جَلّ وَعَلَا - بِجَمِيلِ عَوَارِفِهِ قَبْلَ
الضّرَاعَةِ إلَيْهِ وَالِابْتِهَالِ فَلَهُ الْحَمْدُ - تَعَالَى -
حَمْدًا لَا يَزَالُ دَائِمَ الِاقْتِبَالِ . ضَافِيَ السّرْبَالِ جَدِيدًا
عَلَى مَرّ الْجَدِيدَيْنِ غَيْرَ بَالٍ . عَلَى أَنّ حَمْدَهُ -
سُبْحَانَهُ - وَشُكْرَهُ عَلَى نِعَمِهِ وَجَمِيلِ بَلَائِهِ مِنّةٌ مِنْ
مِنَنِهِ . وَآلَاءٌ مِنْ آلَائِهِ . فَسُبْحَانَ مَنْ لَا غَايَةَ
لِجُودِهِ وَنَعْمَائِهِ وَلَا حَدّ لِجَلَالِهِ وَلَا حَصْرَ
لِأَسْمَائِهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَلْحَقَنَا بِعِصَابَةِ
الْمُوَحّدِينَ وَوَفّقَنَا لِلِاعْتِصَامِ بِعُرْوَةِ هَذَا الْأَمْرِ
الْمَتِينِ
-
ص
16
- وَخَلَقَنَا فِي إبّانِ الْإِمَامَةِ الْمَوْعُودِ
بِبَرَكَتِهَا عَلَى لِسَانِ الصّادِقِ الْأَمِينِ إمَامَةِ سَيّدِنَا
الْخَلِيفَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ابْنِ
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السّاطِعَةِ أَنْوَارُهَا فِي جَمِيعِ الْآفَاقِ .
الْمُطْفِئَةِ بِصَوْبِ سَحَائِبِهَا ، وَجَوْبِ كَتَائِبِهَا جَمَرَاتِ الْكُفْرِ وَالنّفَاقِ
فِي دَوْلَةٍ لَحَظَ الزّمَانُ شُعَاعًا |
| فَارْتَدّ مُنْتَكِصًا بِعَيْنَيْ أَرْمَدِ |
مَنْ كَانَ مَوْلِدُهُ تَقَدّمَ قَبْلَهَا |
| أَوْ بَعْدَهَا ، فَكَأَنّهُ لَمْ يُولَدْ |
|
فَلَهُ الْحَمْدُ - تَعَالَى - عَلَى ذَلِكَ كُلّهِ حَمْدًا لَا يَزَالُ
يَتَجَدّدُ وَيَتَوَالَى ، وَهُوَ الْمَسْئُولُ - سُبْحَانَهُ - أَنْ
يَخُصّ بِأَشْرَفِ صَلَوَاتِهِ وَأَكْثَفِ بَرَكَاتِهِ الْمُجْتَبَى مِنْ
خَلِيقَتِهِ وَالْمَهْدِيّ بِطَرِيقَتِهِ الْمُؤَدّيَ إلَى اللّقَمِ
الْأَفْيَحِ وَالْهَادِيَ إلَى مَعَالِمِ دِينِ اللّهِ مَنْ أَفْلَحَ
نَبِيّهُ مُحَمّدًا - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ - كَمَا قَدْ
أَقَامَ بِهِ الْمِلّةَ الْعَوْجَاءَ ، وَأَوْضَحَ بِهَدْيِهِ
الطّرِيقَةَ الْبَلْجَاءَ وَفَتَحَ بِهِ آذَانًا صُمّا وَعُيُونًا عُمْيًا ،
وَقُلُوبًا غُلْفًا . فَصَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلَاةً
تُحِلّهُ أَعْلَى مَنَازِلِ الزّلْفَى .
فصل فيما ذكره الشافعي في التحريض على تعلم أحكام القرآن
-
الجزء الأول
-
فَصْلٌ فِيمَا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي التَّحْرِيضِ عَلَى تَعَلُّمِ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ .
( أَخْبَرَنَا )
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ؛ أَخْبَرَنَا
الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي ذِكْرِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا بِرَسُولِهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنْ
كِتَابِهِ ، فَقَالَ : (
وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْـزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ، فَنَقَلَهُمْ بِهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالْعَمَى إلَى الضِّيَاءِ
وَالْهُدَى وَبَيَّنَ فِيهِ مَا أَحَلَّ لَنَا بِالتَّوْسِعَةِ عَلَى
خَلْقِهِ وَمَا حَرَّمَ لِمَا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ [ مِنْ ] حَضِّهِمْ عَلَى
الْكَفِّ عَنْهُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ، وَابْتَلَى طَاعَتَهُمْ
بِأَنْ تَعَبَّدَهُمْ بِقَوْلٍ وَعَمَلٍ ، وَإِمْسَاكٍ عَنْ مَحَارِمَ
وَحَمَاهُمُوهَا ، وَأَثَابَهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ مِنْ الْخُلُودِ فِي
جَنَّتِهِ وَالنَّجَاةِ مِنْ نِقْمَتِهِ مَا عَظُمَتْ بِهِ نِعْمَتُهُ
جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَأَعْلَمَهُمْ مَا أَوْجَبَ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِهِ
مِنْ خِلَافِ مَا أَوْجَبَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ وَوَعَظَهُمْ بِالْإِخْبَارِ
عَمَّنْ كَانَ قَبْلَهُمْ مِمَّنْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْهُمْ أَمْوَالًا
وَأَوْلَادًا وَأَطْوَلَ أَعْمَارًا ، وَأَحْمَدَ آثَارًا ،
فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فِي حَيَاةِ دُنْيَاهُمْ ، فَأَذَاقَهُمْ
عِنْدَ نُزُولِ قَضَائِهِ مَنَايَاهُمْ دُونَ آمَالِهِمْ وَنَزَلَتْ بِهِمْ
عُقُوبَتُهُ عِنْدَ انْقِضَاءِ آجَالِهِمْ ؛ لِيَعْتَبِرُوا فِي آنِفِ
الْأَوَانِ ،
-
ص
21
- وَيَتَفَهَّمُوا بِجَلِيَّةِ التِّبْيَانِ ،
وَيَنْتَبِهُوا قَبْلَ رَيْنِ الْغَفْلَةِ وَيَعْمَلُوا قَبْلَ انْقِطَاعِ
الْمُدَّةِ ، حِينَ لَا يُعْتَبُ مُذْنِبٌ ، وَلَا تُؤْخَذُ فِدْيَةٌ وَ (
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ
مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ) .
وَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ ( جَلَّ ثَنَاؤُهُ ) رَحْمَةً
وَحُجَّةً ؛ عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ . قَالَ :
وَالنَّاسُ فِي الْعِلْمِ طَبَقَاتٌ ، مَوْقِعُهُمْ مِنْ الْعِلْمِ
بِقَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْعِلْمِ بِهِ ، فَحَقَّ عَلَى طَلَبَةِ
الْعِلْمِ بُلُوغُ غَايَةِ جُهْدِهِمْ فِي الِاسْتِكْثَارِ مِنْ عِلْمِهِ
وَالصَّبْرُ عَلَى كُلِّ عَارِضٍ دُونَ طَلَبِهِ وَإِخْلَاصُ النِّيَّةِ
لِلَّهِ فِي اسْتِدْرَاكِ عِلْمِهِ نَصًّا وَاسْتِنْبَاطًا وَالرَّغْبَةُ
إلَى اللَّهِ فِي الْعَوْنِ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ خَيْرٌ
إلَّا بِعَوْنِهِ ، فَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَ عِلْمَ أَحْكَامِ اللَّهِ فِي
كِتَابِهِ نَصًّا وَاسْتِدْلَالًا ، وَوَفَّقَهُ اللَّهُ لِلْقَوْلِ
وَالْعَمَلِ لِمَا عَلِمَ مِنْهُ فَازَ بِالْفَضِيلَةِ فِي دِينِهِ
وَدُنْيَاهُ وَانْتَفَتْ عَنْهُ الرِّيَبُ وَنَوَّرَتْ فِي قَلْبِهِ
الْحِكْمَةُ ، وَاسْتَوْجَبَ فِي الدِّينِ مَوْضِعَ الْإِمَامَةِ .
فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمُبْتَدِئَ لَنَا بِنِعَمِهِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا
، الْمُدِيمَ بِهَا عَلَيْنَا مَعَ تَقْصِيرِنَا فِي الْإِتْيَانِ عَلَى
مَا أَوْجَبَ مِنْ شُكْرِهِ لَهَا ، الْجَاعِلَنَا فِي خَيْرِ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أَنْ يَرْزُقَنَا فَهْمًا فِي كِتَابِهِ ، ثُمَّ
سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلًا وَعَمَلًا
يُؤَدِّي بِهِ عَنَّا حَقَّهُ ، وَيُوجِبُ لَنَا نَافِلَةَ مَزِيدِهِ .
فَلَيْسَتْ تَنْزِلُ بِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ دِينِ اللَّهِ نَازِلَةٌ إلَّا
وَفِي كِتَابِ اللَّهِ الدَّلِيلُ عَلَى سُبُلِ الْهُدَى فِيهَا . قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ
الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ ) وَقَالَ تَعَالَى : (
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) وَقَالَ تَعَالَى : (
وَأَنْزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .
-
ص
22
-قَالَ
الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَمَنْ جِمَاعِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
الْعِلْمُ بِأَنَّ جَمِيعَ كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِ
الْعَرَبِ وَالْمَعْرِفَةُ بِنَاسِخِ كِتَابِ اللَّهِ وَمَنْسُوخِهِ
وَالْفَرْضِ فِي تَنْزِيلِهِ ، وَالْأَدَبِ وَالْإِرْشَادِ وَالْإِبَاحَةِ
وَالْمَعْرِفَةُ بِالْوَضْعِ الَّذِي وَضَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْإِبَانَةِ عَنْهُ فِيمَا أَحْكَمَ
فَرْضَهُ فِي كِتَابِهِ وَبَيَّنَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَرَادَ بِجَمِيعِ ، فَرَائِضِهِ
أَأَرَادَ كُلَّ خَلْقِهِ ، أَمْ بَعْضَهُمْ دُونَ بَعْضٍ ؟ وَمَا
افْتَرَضَ عَلَى النَّاسِ مِنْ طَاعَتِهِ وَالِانْتِهَاءِ إلَى أَمْرِهِ ،
ثُمَّ مَعْرِفَةُ مَا ضَرَبَ فِيهَا مِنْ الْأَمْثَالِ الدَّوَالِّ عَلَى
طَاعَتِهِ ، الْمُبِينَةِ لِاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ ، وَتَرْكُ
الْغَفْلَةِ عَنْ الْحَظِّ وَالِازْدِيَادُ مِنْ نَوَافِلِ الْفَضْلِ .
فَالْوَاجِبُ عَلَى الْعَالَمِينَ أَلَّا يَقُولُوا إلَّا مِنْ حَيْثُ
عَلِمُوا .
ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إلَى أَنْ قَالَ : وَالْقُرْآنُ يَدُلُّ عَلَى أَنْ
لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ إلَّا بِلِسَانِ الْعَرَبِ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
وَإِنَّهُ لَتَنْـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) .
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ) . وَقَالَ تَعَالَى : (
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) .
فَأَقَامَ حُجَّتَهُ بِأَنَّ كِتَابَهُ عَرَبِيٌّ ، ثُمَّ أَكَّدَ ذَلِكَ
بِأَنْ نَفَى عَنْهُ كُلَّ لِسَانٍ غَيْرَ لِسَانِ الْعَرَبِ ، فِي
آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ
لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ
عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) وَقَالَ تَعَالَى : (
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ) .
-
ص
23
- وَقَالَ : وَلَعَلَّ مَنْ قَالَ إنَّ فِي الْقُرْآنِ
غَيْرَ لِسَانِ الْعَرَبِ ذَهَبَ إلَى أَنَّ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ
خَاصًّا يَجْهَلُهُ بَعْضُ الْعَرَبِ . وَلِسَانُ الْعَرَبِ أَوْسَعُ
الْأَلْسِنَةِ مَذْهَبًا ، وَأَكْثَرُهَا أَلْفَاظًا ، وَلَا يُحِيطُ
بِجَمِيعِ عِلْمِهِ إنْسَانٌ غَيْرُ نَبِيٍّ . وَلَكِنَّهُ لَا يَذْهَبُ
مِنْهُ شَيْءٌ عَلَى عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، كَالْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ
عِنْدَ أَهْلِ الْفِقْهِ لَا نَعْلَمُ رَجُلًا جَمَعَهَا ، فَلَمْ
يَذْهَبْ مِنْهَا شَيْءٌ عَلَيْهِ فَإِذَا جُمِعَ عِلْمُ عَامَّةِ أَهْلِ
الْعِلْمِ بِهَا أُتِيَ عَلَى السُّنَنِ .
وَاَلَّذِي يَنْطِقُ الْعَجَمَ بِالشَّيْءِ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ ، فَلَا
يُنْكَرُ إذَا كَانَ اللَّفْظُ قِيلَ تَعَلُّمًا ، أَوْ نُطِقَ بِهِ
مَوْضُوعًا أَنْ يُوَافِقَ لِسَانَ الْعَجَمِ أَوْ بَعْضَهُ قَلِيلٌ مِنْ
لِسَانِ الْعَرَبِ فَبَسَطَ الْكَلَامَ فِيهِ .
لنستمع القرآن في منتديات البركان
للاستماع اظغط هنا
حال نجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين
حال نجد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين :
لما جاء الإسلام دانت نجد كلها للدين واستجابت لداعي الحق ، ومنها
اليمامة ، وفيها بنو حنيفة ، وكانت ذات أهمية اقتصادية وغيرها ، إذ هي مصدر
من مصادر التموين لمكة والمدينة والطائف ، وبخاصة في المنتجات الحيوانية
والزراعية ، وأهمها الحنطة .
اليمامــة :
ومن أهم حواضر نجد : ( اليمامة ) وقراها ، كالدرعية والعيينة والرياض وحريملاء ، وموقع اليمامة في قلب نجد .
وكان زعيمها حين هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة : هوذة بن
علي بن ثمامة الحنفي ، وهو ممن دعاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى
الإسلام كسائر الملوك والرؤساء ، لكن هوذة لم يستجب لداعي الإسلام .
ثم ملك بعده ثمامة بن أثال ، ولـه مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة عجيبة انتهت بإعلانه للإسلام ونصرته لـه .
وفي عام الوفود ( 9 ، 10هـ ) دخلت سائر القبائل والحواضر والبوادي النجدية في الإسلام
.
-
ص
17
- ولما انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق
الأعلى ، خرجت أحياء وقبائل كثيرة عن الولاء للإسلام ، وهم بين مرتد عن
الإسلام ، وبين مانع للزكاة ، ولم يبق على الإسلام إلا مكة والمدينة
والطائف ، وبعض الأفراد والجماعات ، ومنهم صاحب اليمامة ثمامة بن أثال
ومعه طائفة من قومه ، وقد قاتل مسيلمة مع جيوش أبي بكر - رضي الله
عنه - وقبلها .
وحين ظهرت دعاوى النبوة الكاذبة ، كان في نجد منها ، حركة مسيلمة
الكذاب ، وكان قد ادعى النبوة قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن
بعده قويت شوكته والتف حولـه المرتدون والمرتابون من أهل اليمامة وما حولها
إلى أن هزمتهم جيوش الصديق - رضي الله عنه .
ثم عادت اليمامة وسائر الأقاليم والقبائل النجدية إلى الإسلام بعد قتال
المرتدين ، وبقيت نجد كلها في عهد أبي بكر - رضي الله عنه - وكذلك في
عهد عمر - رضي الله عنه - وما بعدها ، تنعم بظل الإسلام الوارف وتخضع
للدين كله .
انتهيناا من الدورة الاولي
اتمني اهاا نالت اعجابكم
وانتذرو دورتنا القادمهــ
مع تحيات