السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
روى مسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء
وله من حديث ابن مسعود رفعه: ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء وحسنه وصححه الحاكم ورجح الدارقطني وقفه.
--------------------------------------------------------------------------------
هو
لا بأس به، من رواية الأعمش عن إبراهيم عن علقمة، والأعمش وإن كان مدلسا
لكن يرى جمع من أهل العلم كالذهبي وجماعة أن رواية الأعمش عن إبراهيم على
الجادة، وهذا سندٌ عظيم يأتي به أحاديث كثيرة، فأجروه مجرى المتصل في هذه
الرواية. وأيضا شواهده في المعنى كثيرة. وليس المؤمن بالطعان واللعان ولا
الفاحش، ولا البذيء، وهذه كلها خصال سيئة، واللعن من الخصال السيئة، واللعن
كما تقدم طرد وإبعاد، فلا يجوز للمؤمن أن يلعن أي شيء، لا يلعن دابة ولا
شجرة.
ولهذا
الذي جاء عن أبي جُرَيٍّ جابر بن سُلَيم عند أبي داود بسند صحيح: ولا تسبن
شيئا، قال: فما سببت بعده دابة ولا امرأة ولا خادما أو كما قال رضي الله
عنه. وكذا والنبي -عليه الصلاة والسلام- في حديث عمران بن حصين أن امرأة
كانت على ناقة لها فتحلحلت عليها وتلكأت عليها فلعنتها أو سبتها، فقال
النبي -عليه الصلاة والسلام-: " لا تصحبنا ملعونة " قال عمران: فلقد رأيتها تمشي وما يعرف لها أحد، أي هذه الدابة، وكأنها والله أعلم أن اللعنة أدركتها.
وفي
حديث أبي الدرداء عند أبي داود أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: إذا لعن
الرجل شيئا فإنه تذهب إلى أبواب السماء فتغلق دونها أبواب السماء، ثم تذهب
إلى الأرض فتغلق دونها أبواب الأرض، ثم تذهب هاهنا وهاهنا فإن لم تجد مساغا
ذهبت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى الذي لَعن يعني مآلها أن
ترجع إلى اللاعن والعياذ بالله، اللعنة ترجع إلى اللاعن، وقال النبي -عليه
الصلاة والسلام- كما في الصحيح: لعن المؤمن كقتله يعني في الإثم.
وهذا
يبين خطورة اللعن، وهذا صحيح، لأنه حينما تلعنه اللعن لا يكون إلا للمطرود
المبعد من رحمة الله، وهذا لا يكون إلا المنبت المنبتر الذي قطع من
الرحمة، ولا يقطع من الرحمة إلا الكافر، والكافر إن كان مسلما فحقه القتل،
كأن هذا والله أعلم هو السر إنه كقتله، كأنه حكم عليه بأنه مرتد؛ لأنه قطعه
من رحمة الله، ولا يقطع من رحمة الله قطعا تاما إلا من كان كافرا مرتدا،
إلا من كان كافرا، وإن كان من أهل الإسلام فكفر طارئ، فيكون مستحقا للقتل،
وإن كان كافرا أصليا فهو في الأصل كافر يستحق القتل بالجهاد إلا أن يسلم أو
يؤدي الجزية إن كان من أهل الجزية.
فلهذا
قال: "لعن المؤمن كقتله" وفي حديث ابن مسعود هذا المعنى، وفي حديث ابن
عباس أيضا عند أبي داود أن رجلا لعن الريح، نازعته في ردائه فلعنها، فقال:
لا تلعنها فإنها مأمورة، وإن من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت على الذي لعن
ترجع على نفس اللاعن الذي لعن، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: كما رواه
مسلم: لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعانا وروى أبو الدرداء كما عند مسلم أنه
-عليه الصلاة والسلام- قال: لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .
وقال
-عليه الصلاة والسلام- فيما رواه الترمذي وغيره: لا تلاعنوا بلعنة الله
ولا بغضبه ولا بالنار كلها أمور محرمة لا يجوز التلاعن بها ولا يجوز الدعاء
بها، بل الدعاء، لا يجوز أن تدعو على أخيك المسلم، كلها من الأمور
المحرمة، فالواجب أن يكون طيب القول طيب العمل
وصلى اله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم