عندما تتكلم الصلاة تقول:-
أنا صلتك التي تصلك بربك
ومع ذلك ضيعتني وأهنتني وماعرفت قدري
ولا مكانتي بل تركتني وسهوت...
انا الحبل الذي يربطك بالجنة
ولولاي لضللت الطريق عنها ومع ذلك هجرتني ولهوت !!
انا أول سؤال من أسئلة حسابك يوم الجزاء
فان عجزت عن إجابته أو أسأت في إجابته هلكت
ومانفعك باقي صالح الأعمال ولو كان كالجبال...
انا المنافحة عنك في ظلمة القبر
انا التي ترد عنك ملائكة العذاب وسوء الحساب
انا خير حارسٍ لك فأصلح ما بيني وبينك حتى أصدق في
حمايتك
ولك مطلق الحرية : إن أحسنت فلنفسك وإن أسأت فعليها.
انا شارة القرب من الله تعالى
وإذا كانت الملوك تعد من أرضاها بالأجر والقرب
فما ظنك بكرم الله وهو الخالق جل في علاه ؟!
انا نهرك الذي تغتسل به كل يوم خمس مرات
ليطهرك من الموبقات ، فإذا اتسخت بذنوبك وتدنست
بغفلتك فصدقني
ليس لك غيري يغسلك ويزكيك ويعيد إليك سابق طهرك
وينقيك
انا عماد الدين والعمود الفاصل بين الإسلام والكفر
وقد قدمني ربي على سائر العبادات واوجب قتل من
هجرني.
فهل تظن كل هذه العظمة لي من تحريك اللسان دون
مشاركة القلب
وصلاح الظاهر دون الباطل ؟ و أي معنى لتحريك لسانك إذا
مات قلبك ؟
انا غذاء القلب
وقلبك إذا خلى من الغذاء الرباني من ذكر الله ومعرفته
وحبه يبس
وإذا يبس القلب ضربته نار الهوى وحرارة الشهوة فازداد
قسوة وغلظة
وعندها تيبس الجوارح تبعا ليبوسة القلب
وتمتنع أغصان الجوارح عن الامتداد نحو القربات إذا
و الانقياد لك إذا قدتها فلا تصلح بعد هي و القلب الذي
يقودها إلا للنار...
فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين
انا إحدى أهم وقفتين تقفهما بين يدي مولاك
موقف الصلاة وموقف القيامة
فإن أحسنت في الأولى هانت عليك الثانية
اللهم تقبل منا صلاتنا واجعلنا من عبادك الصالحين اللهم امين يارب العالمين