هكذا خُلِقت
" في الحديث " كلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ". فلماذا تُعتَسَفُ المواهب ويُلوى عنق الصفات
ليا؟! إن الله إذا أراد شيئا هيّأ له أسبابه, وما هناك أتعس نفسا وأنكد خاطرا من الذي يريد
أن يكون غير نفسه, والذّكي الأريب هو الذي يدرس نفسه, ويسد الفراغ الذي وضع له,
إن كان في السَّاقة كان في السَّاقة, وإن كان في الحراسة كان في الحراسة, هذا سيبويه
شيخ النّحو, تعلم الحديث فأعياه, وتلبّد حسّه فيه,فتعلّم النّحو, فمهر فيه وأتى بالعجب
العجاب. يقول أحد الحكماء: الذي يريد عملا ليس من شأنه, كالذي يزرع النّخل في
غوطة دمشق, ويزرع الأترجّ في الحجاز.
حسّان بن ثابت لا يجيد الأذان, لأنه ليس بلالا, وخالد بن الوليد لا يقسم المواريث, لأنه
ليس زيد بن ثابت, وعلماء التّربية يقولون: حدّد موقعك.
وللمعارك أبطالٌ لها خُلِقوا *** وللدّواوين حسّابٌ وكتّابُ "
د.عائض القرني