يا ضعيف العزم
لا تعيش المبادىء إلا مع التضحيات.
هل
علمت أن رسول الله صلي عليه وسلم وضع السلا على رأسه، وأدميت عقباه ،
وكسرت ثنية ،وشج رأسه ، وقتل أحبابه، وربط الحجر من الجوع على بطنه ، وغلب
في بعض المواقف، ونيل من جنابه الطاهر، وحبس في شعب أبي طالب، وسمع السب
بأذنيه ورأي المكائد بعينه ، وطرد من دياره، ورمي بالجنون والسحر
والكهانة؟!
أما علمت أن أحمد بن حنبل رمي في الحبس، وضرب ضرباً مبرحاً، ومنع من التدريس، وخوف بالقتل!
وهذا ابن تيمية يرمي في السجن، ويهدر دمه، ويسب في عرضه ، ويتهم في دينه!
عمر نحر في المحراب، ومزق جسمه بالحراب.
وعثمان سالت مهجته بسيف الثوار على المصحف وهو في الثمانين.
وعلى ضرب جبينه بسيف الخوارج حتى سال دم رأسه من رأس لحيته.
كيف تنبت أشجار المبادئ والأفكار بلا مواقف؟
كيف تعشق القلوب جباناً يعيش لبطنه؟
كيف تحب الأمة حقيراً ليس له في التضحية تاريخ، وفي البطولة قدم ، ولا في الإقدام منبر؟
يا صاحب المثل العليا وهل حملت
روح الرسالات إلا روح مختار