بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. و الصلاة والسلام على خاتم النبيين .. وعلى آله وصحابته والتابعين .. ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين ..
بعد ان كثر كلام الأقزام ... من الروافض اللئام .. الحمقى الخرافيين
الذين لو كانوا من الطير لكانوا رخما ، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ..
أحمق الناس وأشدهم غباءا ... وأكذب الخلق واكثرهم نفاقا ..
بعد ان تطاول هؤلاء الاقزام على عمالقة الإسلام ..
فإنه لابد لنا نحن المسلمين أحفاد الأنصار والمهاجرين ... و اتباع سيد المرسلين ..
أن نذود في الدفاع عن صحابة رسول الله الذين رضي عنهم وأثنى عليهم وتاب ..
ووعدهم بالجنة ونعيمها الذي لا تعقله العقول و الألباب ..
لذلك فإني أخص موضوعي هذا للدفاع عن أحد عمالقة الأسلام .. أمير المؤمنين .. وأحد الخلفاء الراشدين .. وأحد العشرة المبشرين ..
عثمان بن عفان ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين، وصاحب الجود والحياء، حب
رسول الله وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعديم النظير في هذا الشرف الذي لم
ينله الأولون ولا الآخرون في أمة من الأمم، وعديل علي بن أبي طالب رضوان
الله عليهم أجمعين، وأول مهاجر بعد خليل الله عليه السلام، الذي حمل راية
الإسلام وأداها إلى آفاق لم تبلغ إليها من قبل، وفتح على المسلمين مدناً
جديدة وبلاداً واسعة شاسعة، وأمد المسلمين من جيبه الخاص بإمدادات كثيرة،
واشترى لهم بئر رومة حينما لم يكن لهم بئر يسقون منها الماء بعد هجرتهم
إلى طيبة التي طيبها الله بقدوم صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه، كما
اشترى لهم أرضاً يبنون عليها المسجد الذي هو آخر مساجد الأنبياء.
من هو عثمان بن عفان :-
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبدشمس بن عبدمناف فهو يلتقي مع
النبي صلى الله عليه وسلم في عبدمناف و امه أروى بنت كريز بن ربيعه وجدته
أم حكيم بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
لقب بذي النورين لأنه تزوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية و ام كلثوم .
كنيته أبو عبدالله و ابو عمرو .. اسلم قديما على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهاجر الى الحبشة ثم الى المدينة .
أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الشيخين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهم .
والذي عليه أهل السنة أن من قدم عليا على ابي بكر وعمر فهو ضال مبتدع ومن
قدم عليا على عثمان فهو مخطأ ولا يضللونه ولا يبدعونه لكن وكما ذكر الإمام
أحمد رحمه الله بأن من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار ..
فضله رضي الله عنه و ارضاه :-
عن عبدالرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان بن عفان الى النبي صلى الله عليه
وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال
فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قال : فجعل النبي صلى الله عليه
وسلم يقبلها وهو يقول : (( ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم ) يردد ذلك
مرارا ..( أخرجه أحمد و حسنه الألباني ) .
و عن أنس رضي الله عنه قال : صعد صلى الله عليه وسلم احدا ومعه أبو بكر
وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال (( أسكن احد فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان
))
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فقال (( رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد
فهي المفاتيح فوضعت في كفة ووضعت امتي في كفه فرجحت بهم ث جيء بأبي بكر
فرجح بهم ثم جيء بعمر فرجح بهم ثم جيء بعثمان فرجح بهم ثمرفعت فقال له رجل
: فأين نحن قال : أنتم حيث جعلتم انفسكم )) رواه أحمد وصححه أحمد شاكر
وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة و أحد الستة الذين جعل عمر الامر شورى
بينهم و أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض ٍ . و أحد
الخمسة الذين اسلموا على يد ابي بكر الصديق وأول من هاجر الى الحبشة مع
زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و اول من شيد المسجد و اول
من خط المفصل و اول من ختم القرآن في ركعة .
زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية فلما ماتت زوجه اختها أم كلثوم
فلما ماتت تأسف على مصاهرته فقال : ( لو كان عندي ثالثة لزوجتها لعثمان ))
( الطبقات الكبرى لابن سعد )
وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر قال : (( كنّا نفاضل على عهد رسول
الله : أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان )). وفي لفظ : (( ثم ندع أصحاب النبي لا
نفاضل بينهم )) .
و عند الطبراني أن ذلك كان يبلغ النبي فلا ينكره
( وصحح اسناد الألباني )
فهذا إخبار عمّا كان عليه الصحابة على عهد النبي من تفضيل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان. .
وعثمان هو الرجل الذي تستحي منه الملائكة ... كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان في العبادة واحدا من أفذاذها المعدودين .. وبطلا من ابطالها المبرزين يصوم النهار و يقوم الليل ويديم النظر في المصحف الشريف .
حتى قتل وهو مكبا على المصحف رضي الله عنه و أرضاه .
كان أوها أوابا خاشعا ضارعا تقيا نقيا طاهرا عفيفا دائم الصلة بربه موصول
القلب بمولاه . وكان يحدث بنعمة الله عليه ( ما زنيت ولا سرقت لا في
جاهلية ولا في اسلام )
وكان من من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما ويحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ..
وكان ابن عباس رضي الله عنه اذا قرأ قوله تعالى (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ
آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو
رَحْمَةَ رَبِّهِ )) يقول : ذاك عثمان ..
وكان هديه و حياته ومعاشه ومطعمه ومشربه بعد تولي الخلافة هو نفسه قبل
توليها . ولما سئل الحسن البصري رحمه الله عن القائلين في المسجد قال (
رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة ويقوم وأثر الحصى
بجنبه فنقول : هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين )
و قال ( رأيت عثمان نائما في المسجد ورداؤه تحت رأسه فيجيء الرجل فيجلس اليه ثم يجيء الرجل فيجلس اليه كأنه احدهم )
لقد كان عهد عثمان مليئا بالفتوحات واستمرت لمدة عشر سنوات وكانت من أجل
السنوات وتم خلال هذه السنوات نشر بساط الدولة الإسلامية ففيها غزا معاوية
قبرص و فتحت أذربيجان و ارمينية وكابل وسجستان وغيرها كثير و في خلافته
كانت الغزوة العظيمة ذات الصواري .
وقام عثمان بتوسعة المسجد النبوي والمسجد الحرام و أكبر توسع للإسلام في
عهد الخلافة الراشدة كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
وفضائله أكثر من ان نحصيها ونكتفي بما ذكر من فضائله ..
بيعته رضي الله عنه :-
ذكر البخاري قصة طويلة في مقتل رضي الله عنه حتى وصل الى أنه قيل لعمر رضي
الله عنه أوص ِ يا أمير المؤمنين .. قال : ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء
النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ٍ
فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبدالرحمن بن عوف .
وقال : ( يشهدكم عبدالله بن عمر وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الغمرة
سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم اعزله عن عجز ولا خيانة
)
عند ذلك اجتمعوا رضي الله عنهم و أرضاهم فقال عبدالرحمن اجعلوا أمركم الى ثلاثة منكم .
فقال الزبير : جعلت أمري الى علي .
وقال طلحة : جعلت أمري الى عثمان .
وقال سعد : جعلت امري الى عبدالرحمن بن عوف .
وهكذا تنازل ثلاثة : تنازل طلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص .
وبقي الثلاثة : عثمان و علي و عبدالرحمن .
فقال عبدالرحمن : أيكما تبرأ من هذا الامر فنجعله اليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان .
فقال عبدالرحمن بن عوف : أفتجعلونه اليّ والله عَليَّ أن لا آلو عن فضلكما .
قالا : نعم .
قال : فأخذ بيد أحدهما فقال : لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقدم في الإسلام ما قد علمت .. فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن .. ولئن أمرت
عثمان لتسمعن ولتطيعن .
ثم خلا بالآخر وهو عثمان فقال له مثلك ذلك .
فلما أخذ الميثاق قال : ارفع يدك يا عثمان فبايعه وبايع له علي وولج أهل الدار فبايعوه
( رواه البخاري )
وهناك تفصيلات أخرى في الصحيح أن عبدالرحمن بن عوف جلس ثلاثة أيام يسأل
المهاجرين والانصار حتى قال رضي الله عنه : والله ما تركت بيتا من بيوت
المهاجرين والأنصار الا وسألتهم فما رأيتهم يعدلون بعثمان أحدا . ( صحيح
البخاري )
أي أن هذا الأمر لم يكن مباشرة في البيعة وانما جلس بعد أن اخذ العهد عليهما ثلاثة أيام بعد ذلك اختار عثمان .
وللأسف أن نجد من بعض الناس أنهم يعرضون عن هذه الوراية الصحيحة من
البخاري رحمه الله ويأخذون البرويات الباطلة لابي مخنف الرافضي الكذاب ..
فأجتمع الناس على بيعة عثمان وبايعوه .. وهو أفضل أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ما
كنا نعدل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان
.. ثم نترك بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم .
(صحيح البخاري )
وفي رواية الطبراني أنه قال : وكان رسول الله يسمعنا ولا ينكره . ( معجم الطبراني وقال الألباني اسناده صحيح )
قال عبدالله بن مسعود عن بيعة عثمان : ولينا اعلاها ذا فوق . (السنة للخلال )
ولذلك قال الإمام أيوب بن أبي تميمة السخيتياني و الإمام أحمد والدارقطني
: من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بيتل من بيوت المهاجرين والانصار ..
وذلك لأن عبدالرحمن بن عوف قال : ما تركت بيتا من بيوت المهاجرين والأنصار
الا طرقته فما رأيت أحدا يعدل بعثمان شيئا كلهم يفضلون عثمان رضي الله عنه
و ارضاه .
وبويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة بيعة عامة .
قال الإمام أحمد بن حنبل : ما كان في القوم أوكد بيعة من عثمان كانت بإجماعهم ( السنة للخلال )
وكلهم بايع عثمان بلا رغبة بذلها ولا رهبة ؛ فإنه لم يعط أحداً على ولايته
لا مالا ولا ولاية. وعبد الرحمن الذي بايعه لم يولّه ولم يعطه مالا. وكان
عبد الرحمن من أبعد الناس عن الأغراض، مع أن عبد الرحمن شاور جميع الناس،
ولم يكن لبني أمية شوكة، ولا كان في الشورى منهم أحد غير عثمان.
مع أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا كما وصفهم الله عز وجل : ( يُحِبُّهُم
وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَومَةَ
لاَئم).
وقد بايعوا النبي على أن يقولوا الحق حيثما كانوا، لا يخافون في الله لومة
لائم، ولم ينكر أحد منهم ولاية عثمان، بل كان في الذين بايعوه عمّار بن
ياسر وصهيب وأبو ذر وخبّاب والمقداد بن الأسود وابن مسعود.
وقال ابن مسعود : ولّينا أعلانا ذا فوق ولم نألُ.
وفيهم العباس بن عبد المطلب، وفيهم من النقباء مثل عبادة بن الصامت وأمثاله، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري وأمثاله.
فلولا علم القوم أن عثمان أحقهم بالولاية لما ولّوه. وهذا أمر كلما تدبّره
الخبير ازداد به خبرة وعلما، ولا يشك فيه إلا من لم يتدبره من أهل العلم
بالاستدلال، أو من هو جاهل بالواقع أو بطريق النظر والاستدلال.
ولهذا لم يتولّ بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة، كما أنه لم يتولّى بعد
عليّ خير منه، ولا تولّى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية رضي
الله عنه، كما ذكر الناس سيرته وفضائله
وقد حكم عثمان رضي الله عنه بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثنتي عشرة
سنة .. وكان عمره سبعين سنة عندما تولى الخلافة وقتل في الثانية والثمانين
من عمره رضي الله عنه و أرضاه .
محنته و مقتله رضي الله عنه :-
عن أبي موسى الاشعري قال : استفتح عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( أفتح وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)) أخرجه الشيخان
قال ابن حجر : ( و أشار صلى الله عليه وسلم بالبلوى المذكورة ما اصاب
عثمان في آخر خلافته من الشهادة يوم الدار وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم
أصرح من هذا فروى احمد عن طريق كريب بن وائل عن ابن عمر قال : (( وذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فم رجل فقال : يقتل فيها هذا يومئذ
ظلما .. قال : فنظرت فإذا هو عثمان )
عن مرة بن كعب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
الفتن فقربها فمر رجل مقنع في ثوب فقال صلى الله عليه وسلم : هذا يومئذ
على الهدى .. يقول مرة بن كعب : فقمت اليه فإذا هو عثمان . رواه الترمذي
بإسناد صحيح .
و عن أنس رضي الله عنه قال : صعد صلى الله عليه وسلم احدا ومعه أبو بكر
وعمر وعثمان فرجف الجبل فقال (( أسكن احد فليس عليك الا نبي وصديق وشهيدان
))
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا
عثمان ان ولاك الله هذا الامر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي
قمصك الله فلا تخلعه ) ( سنن ابن ما جه )
وفي سنن ابن ماجه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قلنا يا رسول الله ألا
ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا ألا ندعو لك عمر فسكت قلنا ألا
ندعو لك عثمان قال نعم فجاء فخلا به فجعل النبي صلى الله عليه
وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير
قال قيس فحدثني أبو سهلة مولى عثمان أن عثمان بن
عفان قال يوم الدار إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي
عهدا فأنا صائر إليه
وفي الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق وكيع فذكر بإسناده ومتنه
وأخرج الترمذي عن أبي سهلة عن عثمان أنه قال لي يوم الدار أن رسول الله
صلى الله تعالى عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه فذكر هذا القدر
وقال هذا حديث حسن صحيح
فكما نرى بأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر عثمان رضي الله عنه بالجنة على
بلوى تصيبه ... وبشره بالشهادة رضي الله عنه .. و اخبر بأنه سيكون في هذه
الفتنة على الهدى وسيقتل مظلوما ..
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أمره إن تولى الأمر و اراده ( المنافقين )
على خلعه فلا يخلعه ... بل يصبر وهذا هو ما فعله عثمان رضي الله عنه
الخليفة الشهيد الصابر الشاكر رضوان ربي عليه
لذلك فما أشد عجبنا من الرافضة الحمقى الخرافيين ..
حين نراهم يعظمون اولئك القتلة البغاة المفسدين الفجرة .الظلمة . لأنهم
قتلوا عثمان رضي الله عنه .. مع أنهم قتلوه ظلما ... وهو على الهدى وهم
على الضلال
بل سماهم صلى الله عليه وسلم ( المنافقين ) قائلا : ( إذا أرادك المنافقين )
ثم بعد هذا كله نجد أولئك الحمقى من الرافضة المجانين يعظمون قتلة إمام
المسلمين .. في حين .. يلعنون الصحابة المجاهدين .. والذين قاتلوا الكفار
والمشركين ...
فأي عقول يملكه اولئك الرافضة المجانين ......!!
و في نفس الوقت نراهم يلعنون قتلة الحسين رضوان الله عليه في كل مناسبة .. وهم يعظمون قتلة عثمان ...... فأنظروا الى التناقض ...!!
مع عثمان كان أبعد عن استحقاق القتل من الحسين ، وكلاهما مظلوم وشهيد رضي
الله تعالى عنهما ، ولهذا كان الفساد الذي حصل في الأمة بقتل عثمان أعظم
من الفساد الذي حصل في الأمة بقتل الحسين .
وعثمان من السابقين الأولين وهو خليفة مظلوم طلب منه أن ينعزل بغير حق فلم
ينعزل ولم يقاتل عن نفسه حتى قتل ، والحسين لم يكن متوليا وإنما كان طالبا
للولاية ، وقاتل لذلك حتى قتل مظلوما ، شهيدا ، فظلم عثمان كان أعظم وصبره
وحلمه كان أكمل ، وكلاهما مظلوم شهيد ..
كيف قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه :-
بعد ان أثيرت الفتن على عثمان رضي الله عنه خرج اناس من أهل البصرة و من
اهل الكوفة ومن أهل مصر الى المدينة في السنة الخامسة والثلاثين من هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم يظهرون أنهم يريدون الحج و قد أبطنوا الخروج على
عثمان رضي الله عنه و ارضاه و اختلف في أعدادهم فقيل من أهل البصرة ألفان
ومن أهل الكوفة الفان ومن مصر ألفان .. وقيل غير ذلك وليست هناك احصائية
دقيقة ولكنهم لا يقلون عن الفين ولا يزيدون عن ستة آلاف بأي حال من
الأحوال .
دخلوا مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وكان أولئك القوم من فرسان قبائلهم
جاءوا لعزل عثمان إما بالتهديد و اما بالقوة وحاصروا بيت عثمان ضي الله
عنه واستمر الحصار الى الثامن عشر من ذي الحجة وقيل ان الحصار استمر
أربعين يوما .. وقيل غير ذلك
ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته ومنع من الصلاة ومن الماء ودخل بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يريدون الدفاع عنه و كان أشهر هؤلاء
الحسن بن علي و الحسين بن علي و عبدالله بن الزبير وابو هريرة ومحمد بن
طلحة بن عبيدالله ( السجاد ) وعبدالله بن عمر و قد أشهروا سيوفهم في وجه
البغاة الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه ( البداية والنهاية 7/184)
بل لننظر ما ورد في كتب الشيعة انفسهم في أمر مقتل عثمان رضي الله عنه ودفاع علي والحسن والحسين رضي الله عنهم عن عثمان ..
لما حوصر من قبل البغاة، أرسل عليّ ابنيه الحسن والحسين وقال لهما : (
اذهبا بسيفيكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحداً يصل إليه ) .
["أنساب الأشراف" للبلاذري ج5 ص68، 69 ط مصر].
وبعث عدة من أصحاب النبي أبناءهم ليمنعوا الناس الدخول على عثمان، وكان
فيمن ذهب للدفاع عنه ولزم الباب ابن عم عليّ :عبد الله بن عباس، ولما
أمّره ذو النورين في تلك الأيام على الحج قال : ( والله يا أمير المؤمنين!
لجهاد هؤلاء أحب إلي من الحج، فأقسم عليه لينطلقن ) . ["تاريخ الأمم
والملوك" أحوال سنة 35].
بل اشترك علي رضي الله عنه أول الأمر بنفسه في الدفاع عنه ( فقد حضر هو
بنفسه مراراً، وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه وابن أخيه عبد الله بن
جعفر ) . ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج10 ص581 ط قديم إيران].
( وانعزل عنه بعد أن دافع عنه طويلاً بيده ولسانه فلم يمكن الدفع ) . ["شرح ابن ميثم البحراني" ج4 ص354 ط طهران].
و( نابذهم بيده ولسانه وبأولاده فلم يغن شيئاً ) .["شرح ابن أبي الحديد" تحت "بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر"].
وقد ذكر ذلك نفسه حيث قال : ( والله لقد دفعت عنه حتى حسبت أن أكون آثما ) . ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص286].
( ومانعهم الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن طلحة ….. وجماعة
معهم من أبناء الأنصار فزجرهم عثمان، وقال : أنتم في حل من نصرتي ) .
["شرح النهج" تحت عنوان محاصرة عثمان ومنعه الماء].
وجرح فيمن جرح من أهل البيت وأبناء الصحابة الحسن بن علي رضي الله عنهما وقنبر مولاه .
["الأنساب" للبلاذي ج5 ج95، "البداية" تحت "قتلة عثمان"].
ولما منع البغاة الطغاة عنه الماء خاطبهم عليّ بقوله :
( أيها الناس! إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، إن
فارس والروم لتؤسر فتطعم فتسقي، فوالله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعث
إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم ) . ["ناسخ التواريخ" ج2
ص531، ومثله في "أنساب الأشراف"، للبلاذري ج5 ص69].
وقال المسعودي :
( فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه
بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد
الله، وطلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بما
ذكرنا، فصدوهم عن الدار، فرمى من وصفنا بالسهام، واشتبك القوم، وجرح
الحسن، وشج قنبر، وجرح محمد بن طلحة، فخشي القوم أن يتعصب بنو هاشم وبنو
أمية، فتركوا القوم في القتال على الباب، ومضى نفر منهم إلى دار قوم من
الأنصار فتسوروا عليها، وكان ممن وصل إليه محمد بن أبي بكر ورجلان آخران،
وعند عثمان زوجته، وأهله ومواليه مشاغل بالقتال، فأخذ محمد بن أبي بكر
بلحيته، فقال : يا محمد! والله لو رآك أبوك لساءه مكانك، فتراخت يده، وخرج
عنه إلى الدار، ودخل رجلان فوجداه فقتلاه، وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه،
فصعدت امرأته فصرخت وقالت: قد قتل أمير المؤمنين، فدخل الحسن والحسين ومن
كان معهما من بني أمية، فوجدوه قد فاضت نفسه رضي الله عنه ، فبكوا، فبلغ
ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فاسترجع
القوم، ودخل علي الدار، وهو كالواله الحزين وقال لابنيه : كيف قتل أمير
المؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن
طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير ) . ["مروج الذهب" للمسعودي ج2 ص344 ط
بيروت].
ثم كان هو وأهله ممن دفنوه ليلاً، وصلوا عليه كما يذكر ابن أبي الحديد المعتزلي الشيعي :
( فخرج به ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن
حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطاً من حيطان المدينة يعرف بحش
كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه ) . [شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي
ج1 ص97 ط قديم إيران وج1 ص198 ط بيروت].
فأين هؤلاء الرافضة الذين يدعون بأنهم شيعة علي رضي الله عنه وابناءه الحسن والحسين من سيرتهم
أنظروا كيف دافعوا عن عثمان رضي الله عنه ضد اولئك
القتلة الفجرة وانتم تعظمونهم وتجلونهم وتمدحونهم ... ثم بعد ذلك تدعون
انكم شيعة علي وابناءهم .....!!
===============
ولكن عثمان رضي الله عنه أمر الصحابة بعدم القتال بل انه جاء في بعض
الرويات أن الذين جاءوا للدفاع عنه أكثر من سبعمئة من أبناء الصحابة ولكن
حتى هؤلاء السبعمائة لا يصلون الى عدد أولئك البغاة على القول بأن أقل عدد
أنهم ألفان .
عن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال : كنت مع عثمان في الدار فقال أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة الا كف يده وسلاحه ..
وعن ابن سيرين قال : جاء زيد بن ثابت الى عثمان رضي الله عنه فقال : هذه
الانصار بالباب إن شئت أن نكون انصار الله مرتين كما كنا مع النبي صلى
الله عليه وسلم نكون معك
فقال عثمان : أما القتال فلا . ( المصنف لابن شيبة بسند صحيح )
و دخل ابن عمر على عثمان فقال عثمان : يا ابن عمر انظر ما يقول هؤلاء يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك .
فقال ابن عمر : اذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا ؟ قال عثمان : لا .
قال : فإن لم تخلعها هل يزيدون على ان يقتلوك ؟ قال عثمان : لا .
قال : فهل يملكون الجنة والنار ؟ قال عثمان : لا .
قال عبدالله بن عمر : فلا أرى أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو امامهم خلعوه .
وقال عثمان لعبيده : كل من وضع سلاحه فهو حر لوجه الله .
فهو الذي منع الناس من القتال .
من قتل عثمان ؟!
بعد ان حوصر عثمان تسوروا عليه البيت فقتلوه رضي الله عنه وهو واضع المصحف بين يديه ..
وكان رضي الله عنه صائما .. وقد روي بأن رأى لما نام في ذلك اليوم وهو
صائم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وبصحبته ابي بكر وعمر رضي الله عنهما و
يقول له : تفطر عندنا الليلة ..
فقتل رضي الله عنه وهو صائم مكب على كتاب الله يتلوه .. ومات شهيدا رضي الله عنه ليلحق بركب الشهاداء والصالحين ..
سُئل الحسن البصري -رحمه الله - وهو شاهد عيان على قتل عثمان رضي الله عنه
أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟
قال: كانوا أعلاجاً من أهل مصر "
خليفة بن خياط في التاريخ ص 176
واسناده صحيح
ولكن الرؤوس معروفة وهم كنانة بن بشر و رومان اليماني وشخص يقال له جبلة
وسودان بن حمران ورجل يلقب بالموت الاسود من بني سدوس ومالك الاشتر النخعي
.
هؤلاء هم رؤوس الفتنة التي قامت على عثمان رضي الله عنه .
عن عمرة بنت أرطأة قالت : خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان الى مكة .. فمررنا
بالمدينة فرأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره فكانت أول قطرة قطرت من دمه
على أول هذه الآية ((فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ
اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))
قال عمرة : فما مات منهم رجل سويا . ( فضائل الصحابة – واسناده صحيح )
وروي أيضا أنه لما أشرف عثمان على الذين حاصروه قال : (( يا قوم لا
تقتلوني فإن والٍ و أخ مسلم فوالله إن أردت الا الإصلاح ما أستطعت أصبت
فأخطأت وانكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا ولا تغزوا جميعا أبدا ولا
يقسم فيؤكم بينكم )) فلما أبوا قال : (( اللهم أحصهم عددا و أقتلهم بددا
ولا تبق ِ منهم احدا ))
قال مجاهد : فقتل الله منهم من قتل في الفتنة . ( الطبقات الكبرى لابن سعد )
وعن محمد بن سيرين قال : كنت أطوف بالكعبة فإذا برجل يقول : اللهم أغفر لي
وما اظنك تغفر لي .. يقول فتعجبت منه .. فقلت : يا عبدالله ما سمعت أحدا
يقول مثل ما تقول . فقال : إني كنت قد أعطيت الله عهدا لأن مكنني من عثمان
لأصفعنه فلما قتل وضع في سريره في البيت فكان الناس يأتون و يصلون عليه
وهو في بيته فدخلت أظهر أني أريد الصلاة فلما رأيت أن البيت ليس فيه احد
كشفت عن وجهه فصفعته وهو ميت فيبست يدي .. قال ابن سيرين : رأيتها يابسة
كأنها عود ( البداية والنهاية ورجاله ثقات )
وقد روى البلاذري عن عبد المجيد بن سهيل ( ثقة) قال :
" قال سعد بن أبي وقاص حين رأى الأشتر وحكيم بن جبلة وعبد الرحمن بن عديس :
إن أمراً هؤلاء أمراؤه لأمر سوء"
أنساب الأشراف ج1ص 590
ابن عساكر تاريخ دمشق ص404
ولما جاء حذيفة رضي الله عنه خبر مقتل عثمان وكان على فراش الموت
قال: (اليوم نفرت القلوب بأنفارها الحمد لله الذي سبق بي الفتن قادتها وعلوجها)
ابن عساكر في تاريخ دمشق ص 488
روى الطبري في تاريخه 4/392
وابن عساكر في تاريخ دمشق ص 447
( أن علياً حين أتاه الخبر بمقتل عثمان قال : رحم الله عثمان خلف علينا بخير
وقيل : ندم القوم فقرأ : " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر..." الى آخر الآية
وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/452 :
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأيت علياً رافعاًَ حضنيه يقول: " اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان "
وأما حسان بن ثابت رضي الله عنه فقد رثى عثمان وكان يكثر البكاء والتفجع وهجاء قاتليه وقرعهم بما كسبت ايديهم فقال
أتركتم غزو الدروب وراكم * و غزوتمونا عند قبر محمد ِ
فلبئس هدي المسلمين هديتم * ولبئس أمر الفاجر المتعند ِ
وكأن اصحاب النبي عشية * بدن تنحر عند باب المسجد ِ
فابكِ أبا عمرو لحسن بلائه * أمسى مقيما في بقيع الغرقدِ
و قال أيضا :-
من سره الموت صرفا لا مزاج له * فليأت مأسدة في دار عثمانا
ضحوا بأشمط عنوان السجود به * يقطع الليل تسبيحا و قرآنا
صبرا فدى لكم أمي وماولدت * قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
فقد رضينا بأهل الشام نافرة * وبالأمير و بالغخوان إخوانا
إني لهم وان غابوا وان شهدوا * مادمت حيا و ماسميت حسانا
لتسمعن وشيكا في ديارهم * الله اكبر يا ثارت ِ عثمانا
ومن الأشعار التي أيضا رويت في مقتل الشهيد الشاكر الصابر :-
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى * واي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
و اي سنة كفر سن اولهم * وباب شر على سلطانهم فتحوا
ماذا أرادوا أضل الله سعيهم * بسفكِ ذاك الدم الزكي الذي سفحوا
والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين .. لم يرضوا أبدا بقتل ذلك الشيخ الصابر الشاكر .. بل دافعوا عنه و ناصروه ..
لكن عثمان رضي الله عنه هو الذي عزم عليهم ترك القتال و امرهم بأن يغمدوا سيوفهم مستسلما لقضاء الله وقدره .
وهذا انما يدل على شجاعة عثمان رضي الله عنه ورحمته بامة محمد صلى الله عليه وسلم ومن يفعل هذا الأمر العظيم غير عثمان
لأنه رأى أولئك الفجرة البغاة مفسدون ولو انه ترك الصحابة يقاتلونهم لحدث مقتلة عظيمة وقتل كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فرأى رضي الله عنه أن يقتل هو على ان يقتل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
و أن يقتل هو رضي الله عنه ولا تنتهك حرمة مدينة محمد صلى الله عليه وسلم
فهل رأى التاريخ تضحية أعظم من هذه ..
ولكنه عثمان ......!!
منقول وجزى الله من قامت بكتابته خير الجزاء