عاشق الشهادة
إنه ( البراء بن مالك ) رضى الله عنه واحد من انصار النبى صلى الله علية وسلم .
أينما كان الموت يلقى بظلاله فى حومة الوغى ، وجدته تحت ظله الموت يرجو
الشهادة ، مقدمآ على الجنه كأنما يراها فى كل مرة يريد الوصول إليها .
يوم اليمامه ، وضد مسيلمه الكذاب كانت كلماته بجوار سيفة كل يحارب بجوار الاخر فقد خطب فى الأنصار قائلآ .
يا أهل المدينه لا مدينه لكم اليوم ، إنما هو الله وحده والجنه .
ثم إنطلق مندفعآ نحو المعركة وعلى أسوار ( حديقة الموت ) الحصينه جدآ ،
العالية أسوارها . والشاهقة جدرانها حمل المسلمون البراء على رماحهم ،
وألقوه داخل الحديقة ليواجه مسليمة وجيشه كاملآ وهو الا يبالى - وتلك
لعمرى - ما لم يحرزها إلا قليل من عباد الله المجاهدين فكتب الله النصر
للمسلمين بعد أن فتح أبواب هذه الحديقة وخرج مطعونآ بما لا يقل عن ثمانين
جرحآ فلما شفى لم يجلس فى داره مكتفيآ بتلك البطولة التى لو كانت وحدها
لكتفه فخرآ وزهوآ إلا أن طالب الجنه يبحث عنها حتى الرمق الأخير لقد هب من
رقدته ليشارك المسلمين فى قتال الفرس . ووصل المطاف به إلى المعركة ( تستر
) والتى قتل فيها البراء وحده مائة فارس من فرسان المجوس ، ولكن طال أمد
المعركة فتوجه المسلمون إلى البراء يطلبون دعوته المجابه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : ( كم من أشعت أغبر ذى طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك )
فراح البراء يقول ، وهو رافع يده إلى السماء : ( اللهم أهزمهم ، وأنصرنا عليهم والحفنى اليوم بنبيك ) .
ثم إنجلى الغبار وسكت صليل السيوف ونصر الله جنده وهزم الفرس ولقى البراء ربه تعالى شهيدآ قد لحق بنبيه صلى الله عليه وسلم ..