اضطرابات النوم و مشاكل التنفس:
في حالات القلق
يشتكي الشخص من حالة توتر و كثيرا ما يعاني من ضيق التنفس التي تعتبر
توترات عضلية في مستوى الحزام البطني و في مستوى العنق هذه التوترات
العضلية هي مصدر الإحساس بضيق التنفس .
إن تقلصات عضلات الجدار البطني، تشرك مجهودا عند الشهيق بالتغلب الضغط الذي
تمارسه التقلصات العضلية باتجاه البطن و التي تنقص من سعة التنفس.
هذه الضغوطات تعاكس الحركات التنفسية الطبيعية و تحد من سعتها و تشرك
مجهودا إراديا للتنفس غير أن التنفس العادي يتم و من المفروض بشكل
اتوماتيكي و بكل حرية.
للعلم نذكر أن العضلة التنفسية الرئيسة هي الحجاب الحاجز و هو الذي يفصل
التجويف الصدري عن التجويف البطني بشكل أفقي، فلما يتقلص تراه ينخفض في
اتجاه الّأسفل دافعا محتويات التجويف البطني إلى نفس اتجاهه.
في كل عملية شهيق يتقلص الحجاب الحاجز، و بانخفاضه يرفع من حجم الصدر و
الرئتين كل تقلص يدخل الهواء في الرئتين و الحركات التنفسية تتبع إيقاع
تقلصات الحجاب الحاجز.
إن الانفعالات مهما تعددت أسبابها أو اختلفت تؤدي إلى التقلصات العضلية
معناه أن كل حالة توتر تؤدي إلى ارتفاع مستوى تقلص العضلات فإذا كان ارتفاع
التقلص العضلي يقع على جدار البطن و الصدر فإنه حالا يسبب عسرا في الشهيق
.
هذا العسر أو هذه المضايقة في الشهيق تعكس حالة الانفعال و كلما اشتدت الانفعال يزداد ضيق التنفس.
كل ضيق تنفسي يصبح تدريجيا سببا و نتيجة لأي نوع من الانفعال . في حالة
الضيق يتطلب التنفس جهدا حيث ترى الشخص المنفعل يبذل ما بوسعه ليتحصل على
كمية أكبر من الهواء و هذا خطأ لأنه في الواقع لن ينقصه الهواء في أي حال
من الأحوال.
إذ و بصفة عامة ما يحصل هو العكس حيث أن المجهود الذي يبذله للتنفس يفوق
احتياجاته من الأكسجين و هذا ما نسميه بفرط التهوية و هو ظاهرة تنتج عند
ارتفاع نسبة الأكسجين في الجسم بينما الجسم لا يحتاج لكل تلك الكمية لأنه و
بكل بساطة في حالة راحة أي أن الجسم لا يعمل و بالتالي لا يحتاج للطاقة
التي عادة يحصل عليها من حرق كميات من الأكسجين .
هذا ما ينفي اعتقادنا بأنا الجهد المبذول للحصول على كمية من الهواء قد ينفع الجسم فما يحصل هو العكس تماما .
إذ لما تزداد الشدة التنفسية و بالتالي تفوق كمية الأكسجين احتياجات جسمنا
تؤدي إلى أحاسيس مزعجة يعتبرها الشخص كعلامة خطر لما يحدث له ذلك أثناء
فترة انفعاله أو لأسباب أخرى منها مايلي:
الأفكار السلبية: كأن يعتقد هذا المصاب بفرط التهوية أنه سيختنق .
شدة الغضب و المفاجئات القاسية .
الاضطراب الفكري .
انشغال البال بقيود اجتماعية مثقلة .
الإرهاق الجسدي و الفكري .
ارتفاع درجة حرارة المكان .
رطوبة الجو العالية .
القيامة بأعمال تتطلب جهد تنفسي كنفخ بالونات و كرات مطاطية.
أعراض فرط التهوية مهما كانت تبدو صعبة فهي في الحقيقة ليست خطيرة و لا
مؤذية حتى و هي أعراض تختلف من شخص إلى آخر حسب الحدث المسبب للحالة .
و من بين العلامات المزعجة التي تظهر عند حدوث فرط التهوية مايلي:
- الإحساس بصعوبة التنفس و كأن الإنسان يختنق.
- الدوار ( الدوخة).
- آلام في الرأس.
- تعرق الكفين.
- لشعور بالتمنيل في أطراف الأصابع
- تسارع نبضات القلب.
في هذه الحالة فإن الحركة البسيطة و الفورية التي يمكننها أن تساعدك في
تجاوز هذه اللحظات المزعجة هو أن تضع كفيك قريبا جدا من أنفك و تحاول
التنفس بشكل عادي ستلاحظ فورا تحسن حالتك و عبور الأزمة .
أما الحركة الثانية التي يمكننها أن تساعدك كذلك فهي أن تجلس و تمدد رجليك و
ذراعيك على استقامة واحدة و تشرع في القيام بحركات متتالية لكلتا
الذراعين .
كلها مظاهر مزعجة لكنها غير خطيرة و رغم هذا تبقى زيارة طبيب العائلة أمرا ضروريا عند حدوث أو تكرر مثل هذه النوبات