نصيحة للتخلص من الخوف من مخاطبة الملأ
انها ظاهرة انسانية بكل مافي الكلمة من معنى، الخوف أو الرهبة أو الخجل من الحديث أمام جمع كبير من الناس. هناك من يبدعون في الحديث عندما يكونون أمام شخص واحد أو شخصين، لكن هذا الابداع يتلاشى عندما يجد بعض الناس أنفسهم في مواقف تتطلب مخاطبة عدد كبير من الناس. هناك من يسمي الظاهرة بالرهاب الاجتماعي وهناك من يسميها الخجل من الحديث أمام الملأ أو الخوف من الحديث بوجود أشخاص على جانب من الأهمية والنفوذ. لكن كل هذه التسميات تصب في خانة واحدة وأعراضها واحدة.
تعريف الظاهرة
عقدت في مدينة ساو باولو مؤخرا ندوة حول مااتفق على تسميته ب "الخوف من الحديث أمام الملأ" شارك فيها عدد كبير من علماء الاجتماع والأطباء النفسيين. ركزت الجهود والجلسات التي دامت يومين على تعريف هذه الظاهرة التي يعاني منها عدد كبير من الناس في مختلف أنحاء العالم، رجالا ونساء، وحدثت مداخلات على جانب كبير من الأهمية. وتشابهت التعريفات التي قدمها المختصون الاجتماعيون والنفسيون.
العلماء النفسيون ربطوا بين هذه الظاهرة وبين الخجل المتأصل أو المكتسب عند الفرد، بينما عمد المختصون الاجتماعيون الى ربط الظاهرة بالخوف الناجم عن فقدان الثقة بالذات. لكن الجميع اتفقوا على أن هناك أعراض واحدة لمختلف هذه التعريفات ومن الممكن التغلب على الظاهرة أو على الأقل التحكم بأعراضها باتباع أساليب وتكتيكات معينة حتى من دون الذهاب الى طبيب نفسي أو تناول الأدوية المهدئة أو المضادة للخجل مثل "فاليوم 5 أو فاليوم 10 " أو دواء أصبح في متناول عدد كبير من الناس يسمى "ريفوتريل 2 ملغ" الذي يعتبر الدواء الأكثر مبيعا في البرازيل.
وأكد بعض المختصين بأن هذه الأدوية تساعد بشكل مؤقت على التحكم بأعراض ظاهرة الخوف أو الرهبة من الحديث أمام الملأ، ويزول مفعولها بعد مرور وقت يتراوح بين الست ساعات واثنتي عشرة ساعة. لذلك أشار الكثرون الى أن المعالجة عبر اتباع عدد من الارشادات والنصائح يمكن أن تقدم العلاج الدائم للتخلص من هذه الظاهرة التي تطير النوم من عيون من لهم مواعيد لالقاء خطابات أو تقديم أنفسهم أمام جمع كبير من الناس في اليوم التالي.
أولا، ماهي الأعراض
اتفق المشاركون في الندوة التي حضرت سيدتي بعض جلساتها ولخصت أهم ماجاء فيها على ماهية الأعراض التي يعاني منها المصاب بالرهاب الاجتماعي او الخوف من الحديث أمام الملأ، وكلفت الطبيبة النفسية البرازيلية أميليا سوبرانو (32 عاما) بقراءتها أمام المشاركين في الندوة. فقالت ان أهم الأعراض هي:
- صعوبة في التركيز على الأفكار.
- رجفان اليدين والقدمين أو الجسم بأكمله.
- التعرق المفرط.
- جفاف الفم والحلق.
- تسارع نبضات القلب.
- تحولات في النظرات.
- الكلام بسرعة والوقوع في أخطاء.
- احمرار الوجه والشعور بارتفاع حرارة الجسم.
- التفكير في أشياء سلبية ليس لها علاقة بالموقف الحاضر.
- الاعتقاد بأن الآخرين يحكمون على شخصيته بأسوأ الصفات.
- اللجوء الى بلع اللعاب بشكل متكرر.
- رجفان الصوت.
وأضاقت أميليا بأن بعض هذه الأعراض ربما تكون أقوى من غيرها من الأعراض وقد تظهر بعض الأعراض على من يعاني من هذه الظاهرة أو تظهر جميعها دفعة واحدة بشكل يتسبب في ظهور عجز جزئي أو كامل عند الحديث. وهناك بعض الحالات القوية التي ربما تؤدي الى اختفاء نبرة الكلام أو هبوطها الى مستوى قد لايمكن الآخرين من سماع أي صوت للشخص الذي يعاني من المشكلة.
لماذا تحدث هذه الظاهرة؟
وقال الأخصائيون البرازيليون بأن الخوف بشكل عام مرتبط على الأغلب بحقائق واقعية، لكن الخوف المرتبط بالظاهرة التي نحن بصددها قد تكون مرتبطة بأمور واقعية وقد تكون وهمية لايعاني منها سوى الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي. وأضافوا بأن بعض الأسباب قد تكون مرتبطة بتجربة سيئة تعرض لها شخص ما عندما كان يتحدث أمام عدد كبير من الناس وهناك سبب آخر ربما يكون نادر الحدوث ولكنه موجود ويطلق عليه بالانكليزية "برين بلاك آوت" أي " التعتم الدماغي" الذي يمحي من الذاكرة مؤقتا جميع المعلومات التي يعرفها الشخص. وأشاروا أيضا الى أن هناك حالات من الرهاب أو الخوف من الحديث أمام الملأ بسبب عدم تحضير مايريد قوله الشخص أمام الآخرين.
11 نصيحة للتخلص من الظاهرة:
وكما اتفق الأخصائيون على الأعراض فقد اتفقوا أيضا على احدى عشرة نصيحة قالوا بأن اتباعها يخفف الى حد كبير من الشعور بالخوف أو الرهبة من الحديث أمام الآخرين أو ربما تساعده النصائح على الشفاء الكامل اذا اتبعها كلما تطلب الموقف ذلك. والنصائح هي:
- امتلاك القدرة على التحكم بالنفس والتعمق في المعلومات التي سينقلها الشخص للآخرين قبل الحديث.
- البدء بالحديث بشكل تدريجي الى أن يصل الى مرحلة التحكم بالصوت والحركة.
- التدرب أمام المرآة مرات عدة قبل الحديث أمام الآخرين.
- محاولة التحكم بالعواطف.
- معرفة بعض أساليب الحديث عبر تقليد أناس لايعانون من الظاهرة.
- الوصول الى منصة الحديث قبل فترة من بدء الكلام لامتلاك بعض الوقت للتلاؤم مع الموقف.
- محاولة امتلاك الثقة بالنفس وبالقدرة على الكلام، وهنا يمكن التفكير بأن جميع الناس متساوون وليس هناك مايخيف.
- ممارسة التأمل وبعض التمارين الرياضية الدماغية كالشطرنج والبريدج.
- التفكير بأن الناس الذين سيتحدث اليهم موجودون للاستماع اليه وليس لتبيان عيوبه.
- التركيز على وجه ترتاح اليه من بين الحضور.
- عدم تناول وجبة طعام ثقيلة قبل الحديث أمام عدد كبير من الناس واللجوء بدل ذلك لشرب الماء لتليين الحلق.