بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة ، - رضي الله عنه - ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم -"
إن الله لما خلق الخلق كتب كتابا عنده فوق العرش ، إن رحمتي تغلب غضبي "
عن أبي عثمان النهدي عن سلمان في قوله : ( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) قال :
"إنا نجد في التوراة عطفتين : أن الله خلق السماوات والأرض ، وخلق مائة رحمة - أو : جعل مائة رحمة - قبل أن يخلق الخلق ، ثم خلق الخلق ،
فوضع بينهم رحمة واحدة ، وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة . قال :
فبها يتراحمون ، وبها يتعاطفون ، وبها يتباذلون وبها يتزاورون ، وبها تحن الناقة ، وبها تثج البقرة ، وبها تثغو الشاة ، وبها تتابع الطير ،
وبها تتابع الحيتان في البحر . فإذا كان يوم القيامة ، جمع الله تلك الرحمة إلى ما عنده ، ورحمته أفضل وأوسع "( تفسير القرطبي: إسلام ويب)
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) ما أقرب العفو والغفران!!
فليس بين المعصية والعفو عنها إلا كلمات قليلات من دعوات المستغفرين : (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
فالمعلم لآدم هذه الكلمات هو الإله المعصي، يعلمه ما يعفو به عن معصيته!!
هذا يدل على أن رحمة الله قد سبقت الدعاء والاستغفار، وأن الثقة برحمة الله من أعظم ما تستدعى به رحماته تعالى.
(د.الشريف حاتم العوني : الإسلام اليوم)