رساله شروط الأئمة الستة ويليها رساله شروط الأئمة الخمسة

( تراجم الآئمه السته )*

{ الامام البخارى}

( أولهم ) امام الآئمه وشيخ حفاظ الآمه ( أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخارى الفارسى رحمه الله ) 0
ولد ببخارى سنه أربع وتسعين ومائه , وارتحل لطلب الحديث وتنقل فى البلاد ,
وابتدأ فى تراجم أبواب الجامع الصحيح بالحرم الشريف , ولبث فى تصنيفه ست
عشرة سنه بالبصره وغيرها حتى أتمه ببخارى 0 ومات بخرتنك قرب سمرقند سنه ست
وخمسين ومائتين 0
وللحافظ ( الشمس بن طولون الدمشقى ) ( بلغه القانع فى طرق الصحيح الجامع ) يستوفى الكلام على أسانيد الروايه اليه , وكذا للسخاوى ( عمدة القارئ والسامع فى ختم الصحيح الجامع ) 0

{ الامام مسلم }

( وثانيهم ) الامام الكبير ( أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابورى رحمه الله ) ولد بنيسابور سنه أربع ومائتين وبها توفى سنه احدى وستين ومائتين , جرد الصحاح ولم يتعرض للاستنباط ونحوه , وفاق( البخارى) فى جمع الطرق وحسن الترتيب 0
ذكر ( الذهبى ) عن ( أبى عمرو حمدان ) : سألت ( ابن عقدة ) أيهما أحفظ ( البخارى ) أو ( مسلم ) ؟ فقال كان ( محمد ) عالما ( ومسلم ) عالم فأعدت عليه مرارا فقال يقع ( لمحمد ) الغلط فى أهل الشام وذلك لانه أخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل بكنيته ويذكره فى موضع أخر باسمه يظنهما اثنين , وأما ( مسلم ) فقلما يوجد له غلط فى العلل لانه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع ولا المراسيل 0 ومن شيوخه ( البخارى ) 0

{ الامام ابو داود }

( وثالثهم ) الامام الفقيه ( أبو داود سليمان
بن الاشعث الازدى السجستانى رحمه الله ) ولد سنه اثنتين ومائتين ومات
بالبصره سنه خمس وسبعين ومائتين , قال ( الخطابى ) لم يصنف فى علم الحديث
مثل سنن ( أبى داود ) وهو أحسن وضعا وأكثر فقها من الصحيحين 0 حدث عنه
الترمذى والنسائى وكتب عنه( احمد ) حديث العتيره 0
قال( ابن كثير) فى مختصر علوم الحديث : ان الروايات لسنن ( أبى داود )
كثيره يوجد فى بعضها ماليس فى الآخر 0 ومن أشهر رواه السنن عنه ( أبو سعيد
بن الاعرابى , وأبو على اللؤلؤى , وأبو بكر بن داسه )


{ الامام الترمذى }

( ورابعهم ) الامام الحافظ ( أبو عيسى محمد
بن عيسى الترمذى الضرير رحمه الله ) ولد سنه تسع ومائتين بترمذ وبها توفى
سنه تسع وسبعين ومائتين , قال ( ابن الاثير ) : فى سنن ( الترمذى ) ماليس
فى غيرها من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال وتبيين أنواع الحديث من الصحيح
والحسن والغريب 0 ومن شيوخه ( البخارى , وأبو داود ) 0


{ الامام النسائى }

( وخامسهم ) الامام الحافظ ( أبو عبد الرحمن
أحمد بن شعيب النسائى رحمه الله ) 0 ولد فى نسا من نيسابور سنه خمس عشرة
ومائتين , قال ( الدارقطنى ) خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهاده فقال
احملونى الى ( مكه ) فحمل وتوفى بها , وهو مدفون بين ( الصفا والمروه ) 0
وكانت وفاته سنه ثلاث وثلاثمائه 0
قال ( الذهبى ) سئل بدمشق من فضائل ( معاويه ) فقال ألا يرضى رأسا برأس حتى
نفضل قال فما زالو يدفعونه 00 حتى أخرج من المسجد ثم حمل الى ( مكه )
فتوفى بها , كذا فى هذه الروايه الى (( مكه )) وصوابه (( الرمله )) 0

والذى عد من الآصول الخمسه هو ( المجتبى ) المعروف( بسنن النسائى ) الصغير
روايه ( ابن السنى ) , وأما روايه ( ابن حيويه , وابن الآحمر , وابن قاسم )
فيقال لها ( النسائى الكبير ) قال ( أبو جعفر بن الزبير ) ومما ينبغى
التنبيه عليه ان روايات ( النسائى ) تختلف اختلافا كثيرا حتى قال شيخنا (
أبو على الغافقى ) لولا أن الاجازه تشتمل على جميعها لعسر اتصال السماع
والقراءة , ومن قال قرأت أو سمعت كتاب ( النسائى ) ولم يبين الروايه التى
سمع أو قرأ فقد تجوز فى الذى ذكره تجوزا قادحا فى الروايه 0
ومن شيوخه ( أبو داود , والترمذى ) 0 ويروى عن ( الذهبى ) أنه كان يفضله
على مسلم فى الحفظ 0 ذكر ( الذهبى ) أن ( النسائى ) قال دخلت دمشق والمنحرف
عن على بها كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله 0


{ الامام ابن ماجه }

( وسادسهم ) الامام الحافظ ( أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه - بتخفيف الجيم وسكون الهاء - القزوينى ) صاحب السنن والتفسير والتاريخ 0 ولد سنه ( 209 ) سمع ( أبا بكر بن أبى شيبه ) وطبقته , وأعلى ما عنده الثلاثيات وهى خمسه الا أنها بطريق( جباره بن المغلس ) 0 ولابن ماجه رحله الى الرى والى العراق والبصره والكوفه وبغداد والى الشام ومصر والحجاز لكتابه الحديث 0
وأول من أدخل كتاب السنن له فى عداد الآصول السته هو الحافظ ( أبو الفضل ابن طاهر ) فتتابع أكثر الحفاظ على ذلك فى كتبهم فى الرجال والآطراف , الا أنهم اختلفوا هل هو سادس الخمسه أم سادس السته 0 وأما ما نظمه (ابن الجوزى ) فى سلك الموضوعات من أحاديثه فنحو ثلاثين حديثا , وفعل مثل ذلك مع الترمذى الا أن ما فى ( ابن ماجه )
لا يقل من الضعف الشديد فى ثلثى هذا المقدار , وقد اشتهر أن الرجال الذين
انفرد بهم ( ابن ماجه ) ضعاف وان كان بين الآحاديث التى انفرد بها صحاح ,
وللحافظ ( الشهاب البوصيرى ) ( مصباح الزجاجه فى زوائد ابن ماجه )
تكلم فيه على كل اسناد من أسانيد تلك الزوائد بما يليق بحاله من صحه وحسن
وضعف وغير ذلك , وما سكت عليه ففيه نظر 0 ونصه على الضعف الشديد فى حديث ما
كاف فى سقوطه من مقام الاحتجاج به سواء أنطلق بالوضع أم لم ينطق به 0

وليس بقليل من يرمى نقله كتاب ( ابن ماجه ) بالتصحيف
, وأصح نسخه - فيما أعلم - تداولتها أيدى الحفاظ المتقنين من المقادسه
وغيرهم طبقه بعد طبقه هى النسخه المحفوظه بالخزانه التيموريه ( رقم 522 ) بدار الكتب المصريه 0
توفى ( ابن ماجه ) يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنه ( 273 ) 0
رضى الله عن الجميع وأعلى منازلهم فى الجنه