الأولى :
خرج
المهدي يتصيد , فغار به فرسه حتى وقع في خباء اعرابي , فقال : يا أعرابي
هل من قرى ؟ فأخرج له قرص شعير فأكله , ثم اخرج له فضلة من لبن فسقاه , ثم
اتاه بنبيذ في ركوة فسقاه , فلما شرب قال : أتدري من انا ؟ قال : لا قال :
انا من خدم أمير المؤمنين الخاصة , قال : بارك الله لك في موضعك , ثم سقاه
مرة أخرى , فشرب فقال : يا أعرابي : اتدري من انا ؟ قال : زعمت أنك من خدم
أمير المؤمنين الخاصة , فقال : لا أنا من قواد أمير المؤمنين , قال : رحبت
بلادك وطاب مرادك , ثم سقاه الثالثة , فلما فرغ قال يا أعرابي : اتدري من
انا ؟ قال : زعمت انك من قواد أمير المؤمنين . فقال : لا , ولكني أمير
المؤمنين : قال : فأخذ الأعرابي الركوة , فوكأها وقال : إليك عني , فوالله
لو شريت الرابعة , لادعيت أنك رسول الله .
الثانية :
نظر رجلٌ إلى امرأته وهي صاعدةٌ في السلم فقال لها : أنت طالقٌ إن صعدتِ ، وطالقٌ إن نزلتِ ، وطالقٌ إن وقفتِ .
فرمت نفسها إلى الأرض فقال لها : فداك أبي وأمي إن مات الإمام مالك احتاج إليكِ أهل المدينة .
الثالثة :
تزوج رجل امرأة قبيحة الوجه.. وفي صباح اليوم التالي للعرس.. قالت لزوجها:
على من تريدني أن أظهر..؟ وعلى من تريدني أن أختبئ..؟؟
فقال لها: أنت في حل.. أن تظهري لكل الناس إلا أنا .. !!
الرابعة:
حكي
أنه كان لهارون الرشيد جارية سوداء قبيحة المنظر ، فنثر يوماً دنانير بين
الجواري ، فصارت الجواري يلتقطن الدنانير ، وتلك الجارية واقفة تنظر إلى
وجه الرشيد ، فقال لها : ألا تلتقطين الدنانير ؟
فقالت : إن مطلوبهن الدنانير ومطلوبي صاحب الدنانير !
فأعجبته فقربها وأثنى عليها خيراً ، فقام حسن كلامها مقام الجمال .
الخامسة :
ذكاء القاضي
روي
أن عـضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم ،
فلما وصل إلى مدينته عرف ملك الروم خبره ومكانته من العلم ، ففكر الملك في
أمره وعلم أنه إذا دخل عليه لن يعمل كما يعمل رعيته بأن يدخلوا على الملك
وهم ركوع بين يدي الملك .ـ
ففكر بأن يوضع أمام الملك باب صـغير لا يمكن لأي شخص أن يدخل منه الا إذا كان راكـعا ليدخل القاضي منه راكعا أمام الملك .ـ
فلما وصل القاضي إلى عند الملك ورأى الباب الصغير فطن بهذه الحيلة .ـ
عندها
أدار القاضي ظهره للباب وحنى ظهره ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه ، وقد
أسـتقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه ثم رفع رأسـه وأدار وجـهه حيـنئذ
للملك ، فعـلم الملك من فطـنـته وهابه