أَغْمَضْتُ عَيْنِىَ فَوَجَدْتُ بَحْرٍ مِنَ الْذُّنُوبِ يَمُرُّ أَمَامِىَ ذُنُوْبٍ كَثِيْرُهُ وَذُنُوْبَ صَغِيْرَهُ وَلَكِنَّهَا فِىْ الْنِهَايَهْ ذُنُوْبٍ وَمَعَاصِىْ فَأَسْرَعْتُ وَفُتِحَتْ عَيْنَىَّ
○○وَبَدَأَتْ أُغَمِّضْهَا مَرَّهْ ثَانْيَهْ فَوَجَدْتُ كَثِيْرٍ مِنَ الْنَّعَمِ أَنْعَمَ الْلَّهُ عَلِيا بِهَا وَلَكِنِّىَ عِنَدَمّا أُسْتُخِدِمَتِهَا أَسَأْتُ الأُسْتِخُدَامِ فَفَتَحَتْ عَيْنَىَّ مُرَّهْ أُخْرَىَ
○○وَبَدَأَتْ أُغَمِّضْهَا مَرَّهْ ثَالِثُهُ فَوَجَدْتُ بَحْرٍ مِنَ الْعَطَايَا وَالْهِبَاتِ وَهَبَهَا الْلَّهُ إِلَىَ رَغِمَ كُلِّ الْمَعَاصِىْ فَبَكَيْتُ وَتَفَكَّرْتُ كَيْفَ لِىَ أَنْ أَفْعَلَ كُلُّ هَذَا كُلُّ هَذِهِ الْمَعَاصِىْ تَمُرُّ أَمَامِىَ عَيْنَىَّ وَأَنَا فَاعِلُهَا أَخْجَلُ مِنْهَا وَفَمَا بَالَىَّ أَفْعَلُ وَهِىَ تَعْرِضُ أَمَامَ رَبِّىَ
...
○○فَبَكَيْتُ وَنَدِمْتُ وَ حُمِدْتَ الْلَّهُ أَنَّهُ مَازَالَ فِىْ الْعُمُرِ بَقِيَّهْ وَقَلْبٌ يَنْبِضُ لِكَىْ أَعْمَلَ عَلَىَ تَصْحِيْحِ مَا فَاتَ وَعَلَىَ الْنَّدَمِ وَالْتَّوْبَهَ لِكُلِّ مَا فَاتَ فَيَارُبَّ أَقْبِضْنّىْ إِلَيْكَ وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَا أَرَّحمنِ الْرَّاحِمِيْنَ
○○كَلِمَاتِىٍّ شَعَرْتُ بِقَسْوَه الْذَّنْبِ فِىْ قَلْبِىْ فَكَتَبْتُهَا بَيْنَ يَدَيْكُمْ فَأَنَّ كَانَتْ كَلِمَاتِىٍّ وَصَلْتَ إِلَيْكَ فَمَازَالَ لَدَيْكَ الْوَقْتِ لِتُحْمَدَ الْرَّحْمَنِ وَتَبْدَأُ فِىْ صَفْحَهْ جِدِيْدَهْ مَعَ الْلَّهِ
فَلْتَكُنْ قُلُوْبَنَا نَابِضَهْ بِحُبِّ الْرَّحْمَنِ