قال ابن القيم رحمه الله في وصف الصحابة رضوان الله عليهم
يا باغى الإحسان يطلب ربه = ليفوز منه بغاية الآمال
انظر إلى هدي الصحابة والذي = كانوا عليه في الزمان الخالى
واسلك طريق القوم أين تيمموا = خذ يمنة ما الدرب ذات شمال
تالله ما اختاروا لأنفسهم سوى = سبل الهدى في القول والأفعال
درجوا على نهج الرسول وهديه = وبه اقتدوا في سائر الأحوال
نعم الرفيق لطالب يبغى الهدى = فمآله في الحشر خير مآل
القانتين المخبتين لربهم = الناطقين بأصدق الأقوال
التاركين لكل فعل سيء = والعاملين بأحسن الأعمال
أهواؤهم تبع لدين نبيهم = وسواهم بالضد في ذي الحال
ما شابهم في دينهم نقص ولا = في قولهم شطح الجهول الغالي
عملوا بما علموا ولم يتكلفوا = فلذاك ما شابوا الهدى بضلال
وسواهم بالضد في الأمرين قد = تركوا الهدى ودعوا إلى الإضلال
فهم الأدلة للحيارى من يسر = بهداهم لم يخش من إضلال
وهم النجوم هداية وإضاءة = وعلو منزلة وبعد منال
يمشون بين الناس هونا نطقهم = بالحق لا بجهالة الجهال
حلما وعلما مع تقى وتواضع = ونصيحة مع رتبة الإفضال
يحيون ليلهم بطاعة ربهم = بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم = مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم = لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم = يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم = وبها أشعة نوره المتلالي
ولقد أبان لك الكتاب صفاتهم = في سورة الفتح المبين العالي
وبرابع السبع الطوال صفاتهم = قوم يحبهم ذوو إدلال
وبراءة والحشر فيها وصفهم = وبهل أتى وبسورة الأنفال