وول ستريت: ملفات طرابلس السرية تفضح التعاون بين "سى آى إيه" والقذافى السبت، 3 سبتمبر 2011 - 14:22
العقيد معمر القذافى
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم، السبت، أن إحدى
الوثائق السرية التى عثر عليها بأحد مقرات جهاز الأمن الخارجى الليبى كشفت
عن تعاون وثيق بين جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه"
والمخابرات الليبية خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى جورج بوش.
وأضافت الصحيفة أن ذلك التعاون تمثل فى إرسال الولايات المتحدة مشتبه بهم
فى ارتكاب جرائم إرهاب للتحقيق معهم فى ليبيا، فضلا عن طرحها الأسئلة التى
توجه إليهم.
ومضت قائلة: "لقد كان ذلك التعاون الثنائى وثيقا بالقدر الذى حرصت فيه "سى
آى إيه" على تواجدها الدائم فى ليبيا فى عام 2004، وذلك استنادا لإحدى
الرسائل التى بعث بها ستيفن كابس - الرجل الثانى حينها فى جهاز"سى آى إيه"
إلى رئيس المخابرات الليبى فيما بعد موسى كوسا.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى قوله "لقد أظهرت ليبيا تقدما كبيرا حينها،
ففى عام 2004 استطاعت الولايات المتحدة إقناع الحكومة الليبية بالعدول عن
برنامجها لتطوير أسلحة نووية والمساهمة فى مكافحة العناصر الإرهابية التى
تسعى إلى استهداف أمريكيين سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها".
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الوثائق تمت مراجعتها وحفظها من قبل باحثين من
منظمة "هيومان رايتس وواتش" خلال جولة لهم بوسط العاصمة الليبية طرابلس أمس
الجمعة فى إطار جهود لمساعدة سلطة المجلس الانتقالى الوطنى فى الحفاظ على
الوثائق السرية التى تعود إلى فترة حكم نظام القذافى.
وأوضحت الصحيفة أن منظمة "هيومان رايتس وواتش" كثيرا ما انتقدت سياسات
الولايات المتحدة فى إرسال المشتبه بهم فى جرائم إرهاب إلى دول العالم
الثالث من أجل التحقيق معهم فيما عرف "ببرنامج الترحيل السرى".
كذلك توثق تلك الملفات الليبية العلاقات القوية بين مسئولين بالمخابرات
البريطانية وموسى كوسا. إذ يعود إلى كوسا - الذى انشق عن نظام العقيد
القذافى منذ مارس الماضى خلال الثورة الليبية - الفضل فى دفع عملية التفاوض
فيما يتعلق بإقامة ليبيا علاقات ودية مع المجتمع الدولى والمقايضة بشأن
إنهاء العقوبات مقابل تخلى ليبيا عن برنامجها لتطوير أسلحة دمار شامل.
ولكن يبقى أن كوسا كان ذخرا لنظام القذافى فضلا عن ترؤسه فرع الخدمات
المخابراتية الأجنبية خلال الفترة التى غلب فيها اعتقاد المسئولين الغربيين
بأن العقيد القذافى كان يقوم بتمويل ودعم جماعات إرهابية دولية حسبما قالت
الصحيفة.
ومضت الصحيفة إلى القول إن تلك الملفات تفتح نافذة على برنامج "الترحيل
السرى" المثيرة للجدل والتى أرسل جهاز الاستخبارات الأمريكى "سى آى إيه"
بموجبها محتجزين إلى دول أخرى للتحقيق معهم. فتظهر الوثائق العقبات
اللوجستية التى عاصرها البرنامج كرفض هونج كونج السماح لطائرة ليبية
بالهبوط على أراضيها.
كما أشارت إحدى الوثائق التى تعود إلى شهر إبريل من عام 2004، تحت عنوان
"العلماء العراقيون" إلى طلب سى آى إيه من المخابرات الليبية السماح لعملاء
أمريكيين بإجراء مقابلات مع علماء عراقيين من المتواجدين بليبيا، فى إطار
الزخم الذى أثير بعد الحرب من أجل تحديد مصير أسلحة الدمار الشامل العراقية
المزعومة.
وفى سياق آخر أفادت إحدى الوثائق تحت عنوان "خلية إرهابية مزعومة فى ليبيا
تخطط من أجل شن هجمات ضد المصالح الأمريكية. بأن "سى آى إيه" طلب المساعدة
فى تعقب خلية نشطة فى ليبيا يشتبه فى اتصالها مع عناصر من تنظيم القاعدة
بالعراق، حيث يخشى الجهاز من أن يتم استهداف مسئولين أمريكيين ومصالح
تجارية غربية فى ليبيا.