الاستعارة في اللغة من العارية أي نقل الشيء من شخص إلى آخر
في الاصطلاح قال الجرجاني: الاستعارة أن تريدَ تشبيه الشيء بالشيء، فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره، وتجيء إلى اسم المشبه به فَتُعيرُه المشبه وتجريه عليه. تريد أن تقول: رأيت رجلاً ه كالأسد في شجاعته وقوة بطشه، فتدع ذلك وتقول: رأيتُ أسداً
فالاستعارة مجاز علاقته التشبيه، او تشبيه حذف أحد ركنيه الأساسيين.
أركان الاستعارة:
1 مستعار منه – وهو المشبه به 2 ومستعار له - وهو المشبه 3 ومستعار وهو اللفظ المنقول.
مثال ﴿ واشتعل الرأس شيبا﴾ التشبيه: الشيب يشبه النار، المشبه: الشيب المشبه به النار المستعار الفعل اشتعل المستعار منه النار وهي المشبه به المستعار له الشيب وهو المشبه
بلاغة الاستعارة:
يزعمون أن الاستعارة أبلغ من التشبيه، وهو قول مدفوع لأن البلاغة مراعاة مقتضى الحال، فلو اقتضت الحال تشبيهاً، وذهب الناطق إلى الاستعارة فقد أفسد مقتضى الحال، إنما يجب أن يقال: إن بلاغة الاستعارة في موضعها كبلاغة التشبيه في موضعه، ولو كان قولهم صحيحاً لوجب العدول عن التشبيه إلى الاستعارة في الكلام كله، وانظر في القرآن تجد التشبيهات بأنواعها والاستعارات بأفنانها، ولا يقال هذا أبلغ من ذاك، وبكل وقع الإعجاز، وإنما في كلام الناس يخطئ بعضهم في تقدير المقتضى فيضع التشبيه موضع الاستعارة فيقال في هذا الموضع أو ذاك الاستعارة أبلغ من التشبيه وليس بإطلاق القول.
اما الكناية تعبير استعمل في غير معناه الأصلي (الخيالي) الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي (الحقيقي)
قال تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ) (الفرقان: من الآية27 المقصود من الآية ليس المعنى الحقيقي وهو عض اليدين، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم (الندم الشديد)
مثال طويلُ النِّجادِ رفيعُ العِمَادِ
الفرق بين الكناية والاستعارة
أن في الاستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول: رأيت أسداً على فرس ، فـ( أسد ) هنا استعارة، والقرينة (على فرس) وهذه القرينة مانعة لإرادة المعنى الحقيقي ، فلا يوجد أسد يركب فرسا
بينما في الكناية لا توجد قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول : (كثير الرماد) فيجوز إرادة المعنى الحقيقي وهو كثرة الرماد، كما يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف المعنى الحقيقي و هو أنه كريم .