كَان فِي مَدِيْنَة يَمْتَاز أَهْلِهَا بِالْغَبَاء
حَيْث فِي احَد الْايّام اصْبَح وَاحِد مِن
اهْل هَذِه الْمَدِيْنَة مُدِيْر الْبَلَدِيَّة فِيْهَا
فَقَام بِجَوْلَة مَيْدَانِيَّة فِي الْمَدِيْنَة
فَرَأَى رَجُل وَاقِف فِي أَطْرَاف الْمَدِيْنَة
فَسَأَل مَا بَال هَذَا الْرَّجُل وَاقِف هُنَاك
فَقَالَت الْحَاشِيَة لَه ان هُنَاك حُفْرَة عَمِيْقَة
وَالَّذِي يَقَع فِيْهَا يَنْكَسِر وَلَا يَسْتَطِيْع الْخُرُوْج
فَأَمَر مُدِيْر الْبَلَدِيَّة الَّذِي قِبَلَك بَان يَقِف شَخْص
هُنَاك وَاذّا وَقَع احَد بالحُفْرة يَرْفَعُه وَيَأْخُذُه
الَى الْمُسْتَشْفَى فَقَال مُدِيْر الْبَلَدِيَّة الْجَدِيْد
هَذَا خَطَأ فَأَمَر بِأَن تُصْرَف سَيَّارَة أَسْعَاف
وَتَقِف بِجَانِب الْحُفْرَة لِغَرَض الْسُّرْعَة فِي
الْنَّقْل الَى الْمُسْتَشْفَى وَبَعْد فَتْرَة اسْتَبْدَل هَذَا
الْمَدِير بَاخِر ايْضا مِن الْمَدِيْنَة وَكَالَّعَادَة عِنْد
قِيَامِه بِجَوْلَة تَفَقُّدِيَّة رَأَى سَيَّارَة الْاسْعَاف
تَقْف فِي أَطْرَاف الْمَدِيْنَة فَسَأَل عَنْهَا فَقْصّو
لَه الْحِكَايَة مِن الْبِدَايَة فَقَال هَذَا خَطَأ
تُبْنَى مُسْتَشْفَى بِالْقُرْب مِن هَذِه الْحُفْرَة
حَتَّى لايَتَاخِر الَّذِي يَقَع فِي الْحُفْرَة وَيَمُوْت