الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm
الثلاثاء نوفمبر 04, 2014 2:41 pm











 

 هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
fouad
مشرف عام
مشرف عام
fouad


معلومات العضو
المشاركات : 3484
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 31
السٌّمعَة : 51
بـــلادي : المغرب
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  7azeen10
مـهنـتي : طالب
هوايـتـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Swimmi10

هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Empty
مُساهمةموضوع: هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟    هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 28, 2012 1:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟
إن موضوع العقل والقلب هو من المواضيع التي جرى الاختلاف فيها قديماً وحديثاً بين العلماء والمفكرين ، وذهبوا في تفسير العلاقة بينهما مذاهب شتّى ، منها ما اعتبر أن القلب هو أداة العقل والتفكير ، واستدلّوا بالآيات التي ذكرت القلب وربطت بينه وبين الفقه أو العقل مثل قوله تعالى :  لهم قلوب لا يفقهون بها …  ( الأعراف 179 ) ، وقوله :  افلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعـقلون بها …  ( الحج 46 ) ، ومنهم من اعتبر القلب لا قيمة له ، وما هو إلاّ جهاز من الأجهزة الحيويّة في الجسم ، وظيفته فقط ضخّ الدم ، وهذا الصنف من العلماء كانت نظرتهم فقط في المشاهد المحسوس ولم يحاولوا النظر والتمعّن في الآيات القرآنية ، فقالوا : لو أننا غيّرنا قلب إنسان ووضعناه مكان قلب إنسان آخر لما تغيّر شيء على الإنسان الثاني فيما يخصّ التفكير أو الإيمان .
وهناك صنف آخر من العلماء ذهبوا إلى أبعد من حدود المحسوس فبحثوا في المغيّب الذي لا يقع عليه الحسّ ، فقالوا : إن أداة العقل هي الروح وإن محلّها هو القلب ، فهي بمثابة الملك الذي يسكن في عرش الجسد أي في القلب ، وإنها هي التي تؤمن وتكفر ، وتفكّر والقلب هو فقط محلّ سكنها . أما موضوع الدماغ وعلاقته بالفكر فليس له محل في أبحاثهم أو نظرتهم . والحقيقة أن هذه الآراء القديمة والمعاصرة قد جانبت الصواب في تفسير علاقة القلب بالعقل والتفكير ، والسبب في مجانبة هذه الآراء للصواب أجمله في ثلاثة أسباب الأول : عدم إدراك موضوع التفكير إدراكاً صحيحاً من حيث واقعه وأدواته وشروطه .
الثاني : إدخال موضوع الروح في بحث العقل والقلب ، أي إدخال أمرٍ لا يقع تحت الحسّ ، ولا يوجد من النصوص الشرعيـّة ما يفسـّر ماهيته ، وأكثـر ما ذكر في ذلك قوله تعالى :  ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا  ( الإسراء 85 )
الثالث : تفسير الآيات التي ربطت بين القلب والعقل تفسيراً ظاهرياً يقف عند حدّ المعنى الظاهري لهذه الآيات دون ربط بينها وبين آيات أخرى مثل قوله تعالى :  لهم قلوب لا يفقهون بها …  ( الأعراف 179 ) .
وللوقوف على هذا الموضوع وقوفاً دقيقاً لا بدّ من فهم أمور منها :-
أولاً : فهم موضوع التفكير فهماً صحيحاً .
ثانياً : فهم موضوع الإيمان وعلاقته بالدماغ وبالقلب ، وهل الدماغ هو الحَكمْ الأخير في موضوع الإيمان أم القلب ، أم كلاهما معاً ؟؟
ثالثاً : تفسير الآيات القرآنية التي ذكرت القلب وربطت بينه وبين العقل والفقه ، هل يعني ذلك التفكير ؟
رابعاً : فهم الظواهر الماديّة المحسوسة التي تتعلق بنقل القلب من جسم لآخر دون تغيّر في حقيقة الإيمان عند الإنسان .
خامساً : تفسير الآيات والأحاديث التي ذكرت القلب أنه محلّ الإيمان والتقوى ، وكيف أن هذا الإيمان يزداد وينقص في القلب ، مثل قوله عليه السلام : ( التقوى ها هنا … وأشار إلى صدره ثلاثاً ) ( رواه مسلم ) أو حديث : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه ألا وهي القلب ) .
أما النقطة الأولى وهي فهم موضـوع التفكير فهماً صحيحاً ، فإن المتمعّن في موضوع التفكير ، أو العملية الفكرية يرى أنها تنحصر في الحواسّ والدماغ السليم .
فالمشاهد المحسوس يدل على أن عملية الحـكم على واقع ما هو ليس لها علاقة بالإيمان والكفر ، بمعنى أن المسلم والكافر معاً إذا أعطيتهما واقعاً معيناً مثل النار أو الماء ، أو النهر أو البحر وطلبت منهما إصدار حكم على هذا الواقع ما هو ، فإنهما يعطيان نفس النتيجة .
وهذه العملية الفكرية – إصدار الحكم على الواقع – لها أدوات وشروط – كما قلنا – إذا توفرت في أي إنسان أمكنه إجراؤها ، وأدواتها : 1- واقع مُدرك محسوس . 2- حسّ سليم بإحدى أدوات الحسّ في الإنسان مثل السمع أو البصر أو الشمّ … 3- دماغ صالح للربط ، غير مريض أو معطّل . 4- معلومات سابقة يُفسَّر من خلالها الواقع ليحكمَ عليه ما هو ؟ .
أما القلب فليس له أيُّ مكان في هذه الشروط الأربعة ، بل يمكن أن يكون الإنسان بلا قلب نهائياً وتتم هذه العملية بشكل كامل سليم . فلو أخذنا مثلاً إنساناً يعيش تحت جهاز ميكانيكي لضخّ الدم بدل القلب ، وطلبنا منه إصدار حكم على واقع لأمكنه ذلك .
من هنا نقول : إن القلب ليس له أيُّ علاقة في عملية الحكم على الواقع ما هو ، وقد أشار الحق تعالى في أكثر من موضع إلى أدوات التفكير للحكم على الواقع مثل قوله تعالى :  أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الأرض كيف سطحت …..  ( الغاشية 17-20 ) وقوله :  قل انظروا ماذا في السماوات والأرض …  ( يونس 101 ) ، وقال :  إنما يتذكر أولوا الألباب  ( الزمر 9 ) .
هذه ناحية ، أما الناحية الثانية فإن الحق تعالى جعل مناط التكليف عند البشر جميعاً العقل وليس القلب ، بمعنى : إن من كان قلبه سليماً ، وعقله غير سليم لا يكلّف شرعاً ، لذلك قال عليه السلام : ( رفع القلم عن ثلاثة ، وذكر منهم : عن المجنون حتى يفيق ) . وقالوا أيضاً بناءً على هذا الفهم : ( إذا أخذ ما أوهبَ أسقط ما أوجب ) .
وإذا كان القلب بناءً على هذا الفهم لعملية التفكير ، ليس له علاقة بها من حيث الحكم على الأشياء ما هي ؟ ، فكيف نفسّر الآيات القرآنية التي ذكرت أن القلب يفقه ، وأنه يفكّر ، مثل قوله تعالى :  ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجنّ والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون  ( الأعراف 179 ) ومثل قوله :  أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلـوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصـار ولكـن تعمى القلوب التي في الصدور  ( الحج 46 ) ، وقوله :  ولتصغى إليه أفئدة الذيـن لا يؤمنون بالآخرة …  ( الأنعام 113 ) ، وقوله :  ما كذب الفؤاد ما رأى  ( النجم 11 ) .
وكيف نفسّر كذلك الأحاديث التي ذكرت القلب على أنه محلّ التقوى والصلاح والفساد مثل قوله عليه السلام : ( … التقوى ها هنا ، وأشار إلى صدره ثلاثاً ) ( رواه مسلم / احمد ) ، وقوله : ( ألا إن في الجسـد مضغة إذا صلحت صلـح الجسد كلّه وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
وللإجابة عن هذا السؤال نتمعّن في قوله تعالى عندما ذكر قصة آل فرعون :  فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين  وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً فانظر كيف كان عاقبة المفسدين  ( النمل 13،14 ) ، ونتمعّن أيضاً في قوله تعالى :  فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور  ( الحج 46 ) .
فهذه الآيات ذكرت أدوات العقل وذكرت العقل كذلك ، وأيضاً ذكرت القلب على أن له علاقة مباشرة في الكفر والإيمان ، في الأخذ والردّ ، في الجحود والاستيقان ، ففي الآية الأولى جاءت آل فرعون الآيات الدالّة على صدق المخبر – وهو الرسول – ومع ذلك حصل الجحود مع الاستيقان بصحّتها ، وفي الآية الثانية ذكرت بأن أدوات الحسّ والعقل لا تعمى ولكن القلوب هي التي تعمى فتصدر الحكم الخاطئ من حيث القبول أو الردّ .
وهذا معناه أن الحسّ وأدواته لا تخطئ ، بمعنى أن الحكم العقلي على الشيء ما هو ؟؟ لا يخطئ مطلقاً ، وهو عند الناس جميعاً واحد لا يتغيّر . ولكن الأمر لا ينتهي عند حدّ الإدراك العقلي ، أو عند عمليّة التفكير العقلية ، بل إن هناك شريك آخر ، عليه المعوّل النهائي في الأخذ أو الردّ وهذا الشريك هو القلب ، ولكن السؤال الذي يبقى هو كيف يحصل الأخذ أو الردّ ، أو الكفر والإيمان عند الإنسان بعد الحكم العقلي الصحيح ؟!.
إن الذي يحصل هو موافقة ما بين العقل والقلب ، أي إذا ضم القلب ما توصل إليه العقل ووافقه في ذلك حصل الحكم النهائي في الأخذ ، وإلا حصل الحكم النهائي في الردّ .
فالقلب هو محلّ المشاعر ، محل الموافقة القلبيّة ( الجحود ، والاستنكار ، والميل ) وهذا ما عبر عنه بعض الأقدمين في قصائدهم وتعابيرهم الشعريّة والنثرية ، وهو قول صحيح تفسّره الآيات والأحاديث .
وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تذكر القلب أنه محل الوجدان والشعور مثل قوله تعالى :  … ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا …  ( الحشر 10 ) ، وقوله :  ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك  ( آل عمران 159 ) وقوله :  ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم  ( الأنفال 63 ) وقوله :  فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم …  ( الحديد 16 ) وقوله :  ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله  ( الزمر 22 ) وقوله :  الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم …  ( الحج 35 ) وقوله :  قلوب يومئذٍ واجفه  ( النازعات 8 ) وقولـه :  وإذا زاغت الأبصار وبلغـت القلوب الحناجر  ( الأحزاب 10 ) وقوله :  سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب  ( آل عمران 151) وقوله :  ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء …  ( التوبة 105 ) .
فهذه الآيات القرآنية وأمثالها في كتاب الله عز وجل تحدثت عن القلب على أنه محل المشاعر في الحب والكره ، والميل ، والفزع والخوف ، والرحمة ، والوجل … وغير ذلك من مشاعر وجدانية . أما العقل أو الدماغ الذي تحصل فيه عملية التفكير فلم يأخذ هذه الصفة لا في التعابير الشعرية ولا في الآيات ولا الأحاديث ، بل أخذ صفة واحدة عند جميع الناس هي إصدار الحكم على الأشياء ما هي ؟ والآيات القرآنية كثيراً قرّعت أولئك الذين استخدموا وجدانهـم ولـم يستخدمـوا عقـولهـم فقالـت :  أفـلا تعقلـون  ( يونس 16 ) وقالت :  لعلّهم يتفكرون  ( الأعراف 179 ) وقالت :  ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها …  وكأن الحق تعالى يقول لهم : الأصل أن تقودكم عقولكم إلى الحكم الصحيح إذا فكرتم تفكيراً صحيحاً خالياً من هوى النفس والوجدان ، فلماذا كفرتم ؟!
فالعقل يصدر حكماً على الأشياء ، وهذا الحكم ، الأصل أن يكون واحداً عند جميع البشر ، لأن حقيقة العقل واحدة عند الإنسان في أي مكان . فإذا ما أحضرت عصا أمام جمعٍ من الناس في القاهرة وانقلبت أمام أعينهم أفعى فالأصل أن يقولوا : لقد انقلبت العصا أفعى ، وإذا ما كررت نفس العملية في الصين فالأصل أن يقولوا كذلك ، إلاّ إذا تدخل الهوى كالكبر والجحود القلبي لذلك عبر القـرآن عـن هذه الحالـة التـي حصلت في آل فرعون فقال :  وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم  – أي عقولهم بواسطة حواسهم – والسبب  ظلماً وعلواً  وهذا محلّه هوى النفس والوجدان وليس محله العقل والفكر والإدراك .
ولهذا كثيراً ما عبرت الآيات القرآنية عن عمليّة الابتعاد عن الحق بعد ظهوره كالشمس في كبد السماء بألفاظ تدل على التغطية القلبية بعد حكم العقل ومعرفته معرفةً يقينيةً للحقيقة ، فمثلاً ذكر القرآن كلمة التكذيب ، الإعراض ، الكفر ، الجحود ، الظلم ، الضلال …
وإذا تمعنا في هذه الكلمات وأمثالها نجد أنها تعبر عن عمليّة طمس لما توصّل إليه العقل من الحقيقة عن طريق القلب والوجدان . فالتكذيب يأتي بعد معرفة الحقيقة ، لأن التكذيب كما دلّت عليه معاني اللغة هو مخالفة القول للحقّ ، بمعنى أن الحقيقة معروفة عند الشخص الذي كذب فتحدّث بخلافها ، أما الإعراض فهو أيضاً من أفعال وتأثيرات الهوى وليس العقل ، لأن العقل – كما قلنا – يعطي حكماً أن هذا كذا أو كذا والإنسان بناءً على ما عنده من معلومات يقول : أن هذا حسن أو قبيح ، ثم تحصل عملية الإعراض أو الميل ليس بناءً على حكم العقل وإنما بناءً على تدخل شيء آخر في الموضوع وهو الوجدان ، فيميل المسلم مثلاً للعسل ، وينفر من الخمرة وهكذا …
أما الكفر فمعناه التغطيةُ على أمرٍ ما ، لأن كلمة كفر في اللغة تأتي بمعنى غطّى ، والكفر في موضوع الإيمان هو التغطية على القناعة العقلية القطعية التي وصل إليها العقل عن طريق الحواس ، وهكذا تأتي معاني الكلمات الأخرى مثل الجحود والظلم والضلال ، فجميعها تشترك في شيء واحد وهو الابتعاد والإنكار والقول خلاف الحقيقة التي توصل إليها العقل ، ولهذا جاء التقريع والتهديد والوعيد من الحق تعالى لمثل هؤلاء الناس ، أي نتيجة تغطيتهم للحق وجحودهم له بعد حصول القناعة العقليّة ، وإقامة الحجّة والبرهان الحسّي والعقلي عليهم .
هذا بالنسبة لحقيقة العقل والقلب وعلاقتهما معاً في موضوع الإيمان ، فالآيات القرآنية التي ذكرت القلب على أنه يعقل أو يفقه لم تقصد الحكم العقلي من حيث الصحة والخطأ أو الوجود وعدمه ، أي لم تقصد حقيقة الأشياء ، وإنما قصدت الحكم النهائي من القبول أو الردّ ، من حيث الموافقة والتسليم لحكم العقل أو النكران والجحود . فهذا هو عقل القلب ، وفقهه الذي أراده الحق تعالى ، وهو المهمّ في هذه العمليّة ، لأن عليه المعوّل الأخير بعد حكم العقل ، فأصبح وكأنه هو الذي حكم ولكن بطريق وجداني يتعلق بالموافقة أو المخالفة وليس بطريق عقلي يتعلق بحقيقة الأشياء ما هي ؟.
أما النقطة الرابعة والخامسة والتي ذكرت القلب على أنه محل الإيمان والتقوى ، وأن هذا الإيمان يزداد وينقص ، أو التي ذكرت موضوع نقل القلب من جسم لآخر دونما تغيّر في موضوع الإيمان ، فإن هذا الموضوع يتعلق بماهيّة العقل والقلب وماهية عملها ، فالعقل مثلاً لا يوجد تفسير علمي حتى الآن للعملية العقليّة فيه كيف تحدث رغم تفسيرهم لعمليّة الإحساس ومعرفتهم للخلايا العصبيّة وللنظام الكهربائي الموجود في الدماغ . فلم يستطع العلم معرفة لماذا ينطق الإنسان الألف ولا ينطق بحرف اللام مثلاً ، وكيف يحكم الإنسان على الأشياء بأن هذا حسن وذاك قبيح ، وبمعنى آخر فإن ماهيّة العقل للأشياء كيف تتم لا يعلم سرّها أحد حتى الآن وهذا ما عبر عنه أحد أساتذة الطب في العصر الحديث فقال : " … كيف يتمّ التفكير والإدراك والتخيل وتركيب الكلمات والجمل والأفكار وربط كل هذا بعضه إلى بعض بحيث يخرج الكلام منسجماً متوازناً يهدف إلى معنى ؟! .
إن هذا يقف الطب حتى الآن عن الإجابة عليه ، ثم كيف يستخدم الإنسان الأسماء حتى يتفاهم مع غيره على الشيء الذي يريده أيضاً معجزة من المعجزات ، ثم كيف ينتقل هذا الأمر من عالم الماديّات المحسوسة إلى عالم الروح والفكر حيث يتم التعبير بالأشياء المجردة ؟! .
الحق يقال : أننا درسنا عمومات الطب من أوله حتى آخره ، ومع ذلك لم نستطع حتى الآن أن نفقه هذه الأسرار ، كما أن الأطباء الذين يبحثون هذه القضايا يقفون مشدوهين أمام هذه الظواهر الفذّة العجيبة المحيرة … ( )
والقلب أكثر جهالة عند الناس من العقل ، وذلك أنه لم يُعرف من هذا القلب شيء حتى الآن سوى أنه أداة لضخّ الدمّ إلى أنحاء الجسم ، أما ماهيّة هذا القلب فلم نجد لها أي تفسير لا قديماً ولا حديثاً ، سوى ما ذكرناه لبعض العلماء المسلمين القدماء من ارتباط الروح بالقلب ، وأن الروح هي التي تعقل وتؤمن في القلب ، وهذا القول – كما قلنا – لا دليل عليه لا من الواقع ، ولا من النصوص الشرعية ، فيبقى مجرّد فروض عقليّة خياليّة .
فزيادة الإيمان ونقصانه فـي هذا القلـب ، أو ظهور الرَيْن  كلاّ بل ران علـى قلوبهم  ( المطففين 14 ) أو ظهور النكتة السوداء إذا أذنب العبد ذنباً كما ورد في الحديث ، أو حتى مسألة الحب والكره ، والحقد والغلّ والحسد … فهذه كلّها أشياء غيبيّة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ولا نعرف كنهها ولا حقيقتها لأنها أصلاً لا تقع تحت الحس فلا يدركها العقل ، ولا يستطيع تفسيرها .
فحديث شقّ الصدر الذي حصل مع الرسول عليه السلام نصدّق به ، أي نصدّق أن قلب الرسول قد شُقّ وأُخرج منه الغلّ والحقد … وغُسل بواسطة الملائكة ، والآية الكريمة التي ذكرت أن القلب يغطّي عليه كسبُ العمل السيئ ، فيصبح كالران ، نؤمن بذلك ، والحديث الذي ذكر أن القلب إذا أذنب العبدُ نكتت فيه نكته سوداء ثم تزداد بالمعاصي ، كذلك نصدّقه رغم أننا لا ندرك ماهيته كيف تحصل .
وهذا ما نستطيع به تفسير النقطة الرابعة في عمليّة نقل القلب دون تأثّر الإيمان أو المشاعر أو غيرها مما هو في القلب أو متعلق به .
فبما أن العمليّة هي عمليّة معنويّة وليست حسّية ، فإننا لا نستطيع أن نفسّـر ذلك ، ولكن نقول : أنه يمكن أن تحصل عملية نقل القلب وتغييره دونما تأثرٍ لهذه المشاعر جميعاً ، لأنها ليست حسّية ،. فالمشاعر والأحاسيس والوجدان يمكن أن تخرج من القلب وتحلّ فيه في لحظة واحدة ، ويمكن أن تزداد وتنقص كذلك ، ويمكن أن تنتقل من قلب لآخر دونما تغيّر ولا تبدل.
هذا ما غلب على الظن في تأويل الآيات والأحاديث المتعلقة بموضوع القلب وعلاقة هذا القلب بالتفكير والإيمان والمشاعر والوجدان .
ويمكن إجمالها في النقاط التالية :
1- لا دخل للقلب بعملية التفكير من حيث الحكم على الواقع وتفسيره ما هو ، لأنه ليس أداة من أدوات التفكير وليس شرطاً من شروطه .
2- العقل عند جميع البشر واحد لا يختلف من حيث حكمه على الأشياء ما هي ، وهو مناط التكليف الشرعي الذي يميّز الأشياء من حيث الصحة والخطأ ، ومن حيث الوجود وعدمه
3- القلب هو محل الحكم على الأشياء من حيث القبول أو الردّ ، أو من حيث الموافقة والمخالفة ، وهذا هو فقه القلب المقصود في الآيات القرآنية التي ذكرت أن القلب يفقه ويعقل ، فهو الذي يصدر الحكم النهائي بعد حكم العقل من حيث الموافقة أو المخالفة .
4- الإيمان هو موافقة القلب لما توصّل له العقل ، وضمّه ، فإذا حصل ذلك حصل الإيمان ، وإلا حصل الكفر والجحود والنكران .
5- لا نستطيع أن نقرّر علاقة الروح بحكم القلب ، لأن الروح لا تقع تحت الحسّ ، ولا يوجد نصّ يشير إلى أن للروح علاقة بحكم القلب .
6- الزيادة والنقص في الإيمان ، أو الران ، أو النكتة السوداء التي ذكرت في الآيات والأحاديث هي ناحية غير مدركة ولا محسوسة ونؤمن ونصدق بها كما وردت دون تأويل لماهيتها ، فهي عمليّة معنوية وليست حسيّة .
7- القلب من ناحية عضوية واحد عند جميع الناس دونما اختلاف ، وهذا لا يعني أنه واحدٌ في المشاعر والوجدان لأنها عمليّة معنويّة – كما قلنا – وليست حسيّة مدركة ، لذلك لا يتغير الإيمان بنقل القلب أو تبديله من شخص لآخر ، فالإيمان كما ينتقل من القلب بالزيادة والنقصان ، ينتقل كذلك من قلب إنسان لآخر في حالة تغيير القلب ، وهذا ما يفسر عدم تغير حال الإيمان بتغير القلب .
والله تعالى أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اللحن الضائع
نائبة المدير
نائبة المدير
اللحن الضائع


معلومات العضو
المشاركات : 7265
الجنـس : انثى
السٌّمعَة : 93
بـــلادي : غير معروف
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Unknow10
مـهنـتي : غير معروف
هوايـتـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Unknow11

هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟    هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 28, 2012 1:36 pm

مشكور ..على التووضيحآآت اخي ...

والحمد لله الذي زرع القلب ليجعل الحب فيه وعطانه العقل للتفكيرر .. ومن الادلــة على أن القلووب تفكر قوولهـ تعالى :




(افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fouad
مشرف عام
مشرف عام
fouad


معلومات العضو
المشاركات : 3484
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 31
السٌّمعَة : 51
بـــلادي : المغرب
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  7azeen10
مـهنـتي : طالب
هوايـتـي : هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Swimmi10

هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟    هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 28, 2012 1:43 pm

شكرا مرورك زاد موضوعي شرفا وتالقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل للقلب علاقة بالعقل والتفكير؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة جديدة تبين ارتباط اعمال القلب بالعقل
» التفكير الإيجابي طريقك للنجاح فإياك والتفكير السلبي !!!
» للقلب كلمة
» ما علاقة التمارين الرياضية بالصحة العقلية ؟
»  حروف ملونه من القلب للقلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: منتديات البركان العامة :: منتديات البركان العامة :: منتدى المواضيع العامة-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم