الرئيسيةالعابأحدث الصورالتسجيلدخول
اخر موضوع
الوقت
العضو
الخميس يناير 13, 2022 6:00 pm
الأربعاء أبريل 01, 2015 1:00 pm
الخميس مارس 26, 2015 5:49 pm
الإثنين مارس 23, 2015 5:50 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:34 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:33 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:22 pm
الخميس فبراير 26, 2015 2:21 pm
الأربعاء نوفمبر 05, 2014 12:46 pm
الثلاثاء نوفمبر 04, 2014 2:41 pm











 

 قصة الخلق وسبب وجود النسان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
AH.DESIGN
نائب المدير
نائب المدير
AH.DESIGN


معلومات العضو
المشاركات : 4130
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 35
السٌّمعَة : 79
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : اردني
مـزاجـي : قصة الخلق وسبب وجود النسان Wnasa10
مـهنـتي : جامعي
هوايـتـي : قصة الخلق وسبب وجود النسان Painti10

قصة الخلق وسبب وجود النسان Empty
مُساهمةموضوع: قصة الخلق وسبب وجود النسان   قصة الخلق وسبب وجود النسان Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 21, 2012 5:05 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا
إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا
بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل
باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى
أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات



معالجة القرآن الكريم لمسألة الخَلق

قال تعالى:



ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين





1 * كل سورة تعالج قضية الخَلق من زاوية محددة :
أيها الإخوة الكرام ، هذه الآية والتي تليها تعالج مسألة الخَلق ، وقد تقدمت هذه المسألة في سورة البقرة ، وعولجت
في سبعة مواضع من القرآن الكريم ، في سورة البقرة والأعراف ، والحج ،
والإسراء ، والكهف ، وطه ، وص ، ولكن في كل سورة تعالج هذه المسألة من
زاوية ، هناك من يتوهم أن في القرآن تكراراً ، والحقيقة لو تتبعت الموضوعات
المتكرر في القرآن الكريم لوجدت أن كل رواية في كل سورة لها زاوية خاصة ،
فهذا من إعجاز القرآن الكريم ، وفوق ذلك هناك قضايا أساسية جداً في العقيدة
، القرآن الكريم من أسلوبه الحكيم أنه يأتي بها في أماكن كثيرة كي تترسخ .

لا
يعقل أن يقول الأب لابنه في كبر عمره : اجتهد مرة واحدة ، هذا الكلام يقوله
له كل يوم ، وفي كل مناسبة ، وعقب كل حادثة ، وإبان كل تصرف ، يا بني
انتبه ، اجتهد .

2 * تكرار القصص في القرآن لفائدة بلاغية :
أولاً :
التكرار في القرآن الكريم له تفسير بلاغي ، أن كل رواية أتت على الموضوع
من زاوية ، وبمعنى آخر أن التكرار من مهمته القصوى البلاغية أن يؤكد المعنى
الذي هو أساسي .

الموضوعات الأساسية والموضوعات الثانوية :



كلكم
يعلم أيها الإخوة أن في حياتنا موضوعات أساسية ، وهناك موضوعات ثانوية ،
بتعبير آخر هناك موضوع مصيري ، فالإنسان مثلاً صحته موضوع مصيري ، لأن
خللاً في قلبه ينهي حياته ، الصحة موضوع خطير ، لأنه قد ينهي حياة الإنسان ،
الإيمان موضوع خطير ، قد ينهي سعادته .

فالموضوعات
الخطيرة التي لها أثر مستقبلي ، أو الموضوعات المصيرية ، هذه موضوعات
يعتني بها القرآن كثيراً ، لذلك في حياتنا موضوعات برأي الفقهاء فرائض ،
تتوقف سعادتنا على تحقيقها ، بل تتوقف سعادتنا وسلامتنا على تحقيقها ، إذاً
هي فرائض ، وهناك موضوعات تحت باب المحرمات ، هذه سبب شقائنا وهلاكنا في
الدنيا والآخرة ، إذاً على طرفي الأحكام الفرائض والمحرمات ، بينهما في
الوسط المباحات ، وهو موضوع حيادي ، طريقة جلوسك في البيت ، على الأرض ،
على الكرسي ، على فراش معين ، ألوان ثيابك ، هناك ملايين الموضوعات حيادية ،
ليس لها أثر إيجابي ولا سلبي في إيمانك .

لذلك
الأنبياء والمرسلون عليهم صلوات رب العالمين الموضوعات التي لها أثر إيجابي
أو سلبي في علاقتك بالله عز وجل جاء ذكروها بشكل واضح ، والأشياء التي
سُكت عنها هي الأشياء التي ليس لها أثر إيجابي ولا سلبي في حياتك الإيمانية
.

لذلك
الأنبياء ما من شيء يقرب إلى الله عز وجل إلا وأتوا على ذكره ، وما من شيء
يبعد عن الله عز وجل إلا أتوا على ذكره ، والذي أُغفل ذكره هناك حكمة من
ذكره لا تقل عن حكمة التي ذكره الله عز وجل ، وهذا معنى قوله تعالى :




[size=25]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا



( سورة المائدة الآية : 3 ) .
الإتمام عددي ، والإكمال
نوعي ، أي أن مجموع القضايا التي عالجها القرآن الكريم والسنة المطهرة تامة
عدداً ، وأن طريقة المعالجة التي عالجها القرآن الكريم في القضايا التي
عرضها كاملة نوعاً ، فهذا الدين توقيفي ، لا يضاف عليه ، ولا يحذف منه ،
لأنه من عند الخالق ، الخالق الذات الكاملة ، من عند الحكمة المطلقة ،
والرحمة المطلقة ، والعلم المطلق ، والعدل المطلق .

إذاً : الدين لا يضاف عليه ،
ولا يحذف منه ، وهو عند بعض المشككين تراث ، الدين ليس تراثاً ، الدين
وحي ، وحي من السماء والمعصوم بينه ، وحي من عند الله ، والنبي الكريم
بيّنَ دقائق هذا الوحي ، أما الحضارة والثقافة والتراث فهذه أشياء أرضية ،
أما أن يوصف الدين بأنه تراث فلا ، الدين وحي ، ووحي السماء هو خطاب السماء
للأرض ، هذا الخطاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لكن الذي
يقول : لا بد من تجديد الدين ، الدين لا يجدد ، الدين توقيفي ، لعل
الخطاب الديني يجدد ، الخطاب ، الخطاب الدعوي يجدد ، وإذا أصررنا على أن
هناك تجديد بالدين فهو كما يلي :

أن ننزع عن الدين كلما علق به من ما ليس منه .
لذلك يقولون : الأشياء
الأصل فيها الإباحية ، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي الثبوت والدلالة ،
بينما العبادات والعقائد الأصل فيها الحظر ، ولا يضاف على العقائد
والعبادات أشياء إلا بالدليل قطعي الثبوت والدلالة
.

(( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )) .


[ أخرجه الحاكم عن أنس ، السجزي عن أبي هريرة ] .
(( يا ابن عمر دينك ، دينك ، إنما هو لحمك ودمك ، فانظر عمن تأخذ ، خذ الدين عن الذين استقاموا ، ولا تأخذ عن الذين قالوا )) .


[ عن ابن عمر ] .
حقيقة معترف بها عند الجميع : الله هو الخالق :



أيها الإخوة الكرام ، قصة
الخَلق وردت في القرآن الكريم ، في سور عديدة وفي مواضع عديدة ، ومن
زوايا عديدة ، ولكن يعنينا من هذه القصة أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق



فالإنسان حينما يتوجه إلى الله يكون عاقلاً ، أما إذا توجه إلى غير الله يكون غير عاقل لأنه قد قيل : أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً .
لكن
أنت في حياتك اليومية إذا اقتنيت آلة بالغة التعقيد ، غالية الثمن ، عظيمة
النفع ، وأصابها عطب أو عطل ، لا يمكن أن تذهب إلى من تحبه ، تذهب إلى من
هو الخبير في إصلاحها ، وفي صيانتها ، وفي معرفة أسباب سلامتها ، وحسن
مردودها




من هنا
يمكن أن أقول : متى تحقق الهدف ؟ الجواب إذا صح عملك ، ومتى يصح عملك ؟
إذا عرفت سبب وجودك في الدنيا ، كلام دقيق ، الآن الناس في ضياع ، هناك من
يتوهم أنه يعيش ليأكل ، أو يعيش ليستمتع ، أو يأكل ليعيش ، أو يعيش ليعرف
الله عز وجل ، اسأل نفسك هذا السؤال سؤال دقيق وخطير ، وسؤال فلسفي ، لماذا
أنت في الدنيا ؟ يعني أنت سافرت إلى بلد وسألتنا ماذا أفعل ؟ نقول لك :
سؤالك عجيب ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍، لماذا جئت لهذا البلد ؟ إن جئت طالب علم
فالطريق واضح إلى المعاهد والجامعات ، إن جئت تاجراً فالطريق واضح إلى
المعامل والمؤسسات ، إن جئت سائحاً فالطريق واضح إلى المقاصف والمتنزهات ،
فلا تصح حركتك في مكان ما إلا إذا علمت لماذا أنت في هذا المكان بالضبط ،
هذا معنى فرعي .

حينما
تعلم لماذا أنت في الدنيا أن تعرف الله ، أن تستقيم على أمره ، أن تتقرب
إليه بالأعمال الصالحة ، الآن ما دام الهدف واضح جداً تختار له ملايين
الوسائل التي تعينك على بلوغ الهدف ، ولأضرب على هذا مثلاً :

أنت في
باريس تحمل شهادة ثانوية ، وقد أرسلت لبعثة لنيل الدكتوراه ، هذا الهدف ،
كل حركاتك ، وسكناتك ، ونشاطاتك ، واهتماماتك متعلقة بهذا الهدف ، الآن أنت
مضطر أن تستأجر بيت ، الهدف وهو الدراسة يُحتم عليك أن تختار بيتاً إلى
جانب الجامعة يوفر لك المال والجهد والوقت ، إذاً : اختيار البيت متعلق
بالهدف ، الآن تشتري مجلة متصلة باختصاصك ، من أجل أن تحقق الهدف ، تصاحب
طالباً يتقن اللغة المحلية ، كي يعينك على الحديث بهذه اللغة ، تأكل طعاماً
يعينك على الدراسة ، تحتاج إلى دخل تعمل عملاً بوقت قصير جداً حتى يتيح لك
هذا العمل وقتاً كافياً للدراسة ، كلامي دقيق جداً .

حينما
تعرف لماذا أنت في الدنيا ، من أجل أن تعرف الله ، ومن أجل أن تستقيم على
أمره ، ومن أجل أن تتقرب إليه ، ومن أجل أن يكون إعدادك لنفسك تمهيداً
وثمناً لدخول الجنة .

فيا
أيها الإخوة ، ولا أبالغ إذا قلت : إن الذين يعرفون أهدافهم في الحياة
الدنيا لا يزيدون بحسب الإحصاءات الرسمية على 3 % ممن يعرف هدفه ، الآن
يختار آلاف الوسائل لتحقيق الهدف ، أما الذي لا يعرف هدفه فهذا هو الإمعة ،
والإمعة ؛ هو مع الناس ، إن أحسن الناس ، ومع الناس إن أساءوا ، هو تابع
لصرعات الأزياء ، تابع للمفاهيم السائدة ، تابع للكلام المطروح ، تابع
للإعلام ، تابع لكل مؤثرات البيئة ، هذا على هامش الحياة .


* السعادة تأتي مِ، تحقيق الهدف :
أيها
الإخوة ، أضرب لكم مثلا بسيطا : أنت طالب جامعي في السنة الأخيرة وفي
اختصاص جيد جداً ، عليك طلب بأهم مادة بالاختصاص ، وامتحانك بعد يومين ،
ولك أصدقاء تحبهم حباً جماً ، أخذوك عنوة قبل الامتحان بيومين إلى الساحل ،
ونزلت بأفخر فندق ، وتناولت أطيب الطعام ، واستمتعت بأجمل المناظر ، كل
شروط السرور محققة ، أصدقاء تحبهم ، مكان جميل ، إطلالة جميلة ، طعام طيب ،
لماذا تشعر بانقباض شديد ؟ لأن هذه الحركة لا تحقق هدفك ، لو جلست في غرفة
قميئة ذات رطوبة عالية ، والإضاءة خافتة ، ومعك الكتاب المقرر ، وقرأته
واستوعبته ، وشعرت أنك جاهز لأداء امتحان في هذه المادة يأتي شعور بالفرح
لا يوصف ، وأنت في غرفة قميئة ذات رطوبة عالية والإضاءة خافتة ، لا مناظر
أبداً ، والجدران ليست مطلية ، أنت مسرور ، إذاً : سعادة تأتي من تحقيق
الهدف في دليل آخر :

التاجر
إذا كان له بيع كثيف ، وإقبال شديد على البضاعة ، يمضي 12 ساعة لا يجلس ،
ولا يأكل ، وهو في نشوة السعادة ، إذا انعدم البيع ، وما إنسان يقول لك :
عندك مال ، وقاعد على مقعد وثير ، ومشروبات ، وقهوة ، وشاي ، وصحف ، ومجلات
، وأصدقاء تشعر بانقباض شديد ، لأن هذا المحل لا يحقق هدفه ، أما إذا حقق
هدفه يغدو هذا المكان الضيق في سوق مزدحم ، في ظروف صعبة ، لا تدفئة ، ولا
تكييف ، ولا الجلوس مريح ، ولا طعام ، وأنت في قمة السعادة .

لذلك نحن لا تصلح حركتنا في الحياة إلا إذا عرفنا سر وجودنا ، كما أنه لا نسعد إلا إذا جاءت حركتنا مطابقة لهدفنا .
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ .
ولكن
حينما كلفنا الله أن نحمل الأمانة أو أن نعبده ، فهما معنيان يصبان في خانة
واحدة ، حينما كلفنا حمل الأمانة ، أو حينما كلفنا أن نعبده ، أعطانا
المقومات ، أعطانا الكون كما قلت قبل قليل ، سخر لنا ما في السماوات وما في
الأرض ، تسخير تعريف وتكريم ، إذاً : التفكر في خلق السماوات والأرض أحد
بنود العبادة .



2 ـ العقــل :



الآن البند الثاني : أعطاك عقلاً ، العقل ميزان


هذا
العقل إذا أعملته أعطاك النتائج ، تماماً : عندك بيت ثمنه خمسون مليونًا ،
ودُفع لك ثمنه بالعملة الصعبة ، وفي الجيب الأيمن جهاز إلكتروني يكشف
العملة المزورة ، وفي الجيب الأيسر فيها أرقام العملة المزورة ، في الجيب
الأول جهاز إلكتروني ، وفي الثاني أرقام أوراق العملة المزورة ، وأنت قبضت
ثمن هذا البيت بالعملة الصعبة ، لم تستخدم الجهاز الأول الإلكتروني ، ولم
تدقق في أرقام العملة التي في بجيبك ، وكان المبلغ كله عملة مزورة ، من هو
الخاسر ؟ أنت ، أنت السبب ، معك عقل باليمين ، ومعك منهج قرآني باليسار ،
فلا عقلك استخدمت ، ولا القرآن الكريم استخدمت ، فشقي الإنسان .

الله عز وجل قال لك : افعل
ولا تفعل ، تحب أنْ تحكم عقلك ، العقل ينطبق مع النقل ، لأن العقل مقياس
أودعه الله فينا ، والنقل كلامه ، فمعك عقل لو أعملته بتجرد من دون انحياز ،
من دون أسلوب تغطية ، تبرير ، تسويغ ، لهداك عقلك إلى الله عز وجل ، لأن
الآيات التي تتحدث عن العقل ، وعن التفكر ، وعن العلم تقترب من ألف آية ،
أعطاك القرآن فيه الحلال والحرام .

فلذلك الشقاء بسبب جهل الإنسان ، وعدم استخدام العقل والنقل معاً ، والعقل والنقل متطابقان والحمد لله

ـ الشـهـوة :

الآن : أعطاك شهوة هي ثمن
الجنة ، ما أودع الله بالإنسان الشهوات إلا ليرقى بها مرتين ، مرة صابراً ،
ومرة شاكراً إلى رب الأرض والسماوات ، هذا الميل نحو المال نحو المرأة ،
نحو العلو في الأرض ، أودع فيك الشهوات


أعطاك
الشهوات لترقى بها ، وهي حيادية ، وما من شهوة أودعها الله فيك إلا وجعل
لها قناة نظيفة تسري خلالها ، فلا حرمان بالإسلام ، وما من شهوة أودعها
الله فيك إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها .

لكن المحرمات ليست قيوداً
لحريتك ، بل هي ضمان لسلامتك ، المحرمات تاماً كلوحة كتب عليها : حقل ألغام
ممنوع التجاوز ، لا تشعر بحقد أبداً على من وضع اللوحة ، بل تشكره من
أعماق أعماقك ، لأنه ضمن لك بهذه اللوحة سلامتك ، كما لو وضعت لوحة أمام
تيار توتر عال : " ممنوع الاقتراب خطر الموت " ، اللوحة رحيمة ،
اللوحة فيها علم ، فيها حكمة ، فيها رحمة ، فيها قيادة حكيمة للمواطنين ،
ممنوع الاقتراب خطر الموت ، لذلك أودع فيك الشهوات لترقى بها صابراً ، أو
شاكراً إلى رب الأرض والسماوات .

أعطاك كوناً سخره لك تسخير
تعريف وتكريم ، رد فعل التعريف أن تؤمن ، ورد فعل التكريم أن تشكر ، أعطاك
عقلاً كي تتأكد به من صحة النقل ، وكي تفهم به النقل ، دون أن تلغي النقل
بعقلك ، العقل ليس حكماً على النقل ، ولكن من تأكد من صحة النقل قبل النقل
ولفهم النقل بعد النقل ، أعطلك الفطرة تكشف لك الخطأ ذاتياً .

الآن في أرقى الطائرات ما فيها عدادات أبداً ، فيها لوحات عاتمة ، إذا حدث خلل يظهر على الشاشة ، أن خللاً في المكان الفلاني .
وأنت عندك شاشة ، حينما
تخطئ تشعر أنك تخطئ ، وحينما تصيب تشعر أن مصيب ، لذلك متوافقة توافق تاماً
مع منهج الله عز وجل ، سواء عليك أأطعت أمر الله عز وجل أم استجبت لنداء
الفطرة ، الأمر سيان ، لأن منهج الله متوافق تماماً مع فطرتك ، فأي شيء
أمرك الله به نفسك تتوق إلى تطبيقه دون أن تشعر أعطاك كوناً ، وعقلاً ،
وفطرة وشهوة



حــرية الاختيار :

أعطاك حرية ، أنت حر .


ما لم تكن حراً لا يثمن عملك ، ما لم تكن
حراً فلا يمكن أن ترقى إلى الله عز وجل ، أنت حر فيما كلفت به ، لكن الذي
لست حراً فيه ما إن كنت ذكراً أو أنثى ، ومن أبوك وأمك ، وفي أي مكان ولدت ،
وفي أي زمان ولدت ، هذه لمصلحتك ، ومحض خير لك ، وليس في إمكانك أبدع مما
أعطاك .
إذاً : أعطاك حرية الاختيار
ليثمن عملك ، لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ، ولو أجبرهم
على المعصية لبطل العقاب ، ولو تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة ، إن الله
أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلف يسيراً ، ولم يكلف عسيراً ،
وأعطى على القليل كثيراً ، أنت حر ، مخير ، وأية آية يُشم منها رائحة الجبر
يجب أن تحملها على الآية المحكمة التي أصل في الاختيار .



المنهج الإلهي :



وفضلاً عن كل ذلك أعطاك
منهجاً ، لو أن الأمور التبست عليك ، هناك منهج ، وكتاب ، وسنة ، كتاب
عقائد ، كتاب سيرة ، كتاب أحكام فقهية ، افعل ولا تفعل ، هذا المنهج قال
عنه العلماء : الحسن ما حسنه الشرع ، والقبيح ما قبحه الشرع ، والشريعة عدل
كلها ، والشريعة رحمة كلها ، والشريعة حكمة كلها ، والشريعة مصلحة كلها ،
فأية قضية خرجت من المصلحة إلى المفسدة ، ومن العدل إلى الجور ، ومن الحكمة
إلى خلافها ، ليست من الشريعة ، ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل .

إذاً : نحن قد خلقنا ربنا ، ولأنه خلقنا أمرنا أن نعبده .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ .
وقد ورد في كتاب مدارج السالكين لابن القين رحمه الله تعالى أثر قدسي :
(( إني والجن والإنس في نبأ عظيم : أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري )).


[ أخرجه الحكيم البيهقي عن أبي الدرداء ] .
(( خيري
إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم
ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد
ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل
زيادتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم
يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب
، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف
بعبدي من الأم بولدها
)) .
أيها الإخوة الكرام ، الآية الكريمة :

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ



﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ﴾ .
لأن جنس البشر أعلى صنف عند
الله ، رُكب الملك من عقب بلا شهوة ، ورُكب الحيوان من شهوة بلا عقل ،
ورُكب الإنسان من كليهما ، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن
سمت شهواته على عقله أصيح دون الحيوان



إذاً :


[size=25][b]﴿
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا
لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ
يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ
[/size][/size][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Risk
مشرف عام
مشرف عام
Risk


معلومات العضو
المشاركات : 71
الجنـس : ذكر
الـعـمــر : 37
السٌّمعَة : 1
بـــلادي : الأردن
انـــنــي : غير معروف
مـزاجـي : قصة الخلق وسبب وجود النسان Unknow10
مـهنـتي : غير معروف

قصة الخلق وسبب وجود النسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الخلق وسبب وجود النسان   قصة الخلق وسبب وجود النسان Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 28, 2012 4:50 pm

شكرااا على القصة المفيدة والراائع

جزاك الله كل الخير

طرحك مفيد ومميز دائماً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الخلق وسبب وجود النسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حسن الخلق
» الطريق الى حسن الخلق
»  اجعل من حسن الخلق عنوانك
» حسن الخلق " الذي بدأ يغيب عنا "
» بدء الخلق و التكوين و الطبائع الخمسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البركان :: المنتديات الاسلامية :: القصص الاسلامية :: قصص القران الكريم-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم